أكد الإدريسي المقرئ أبو زيد خلال المهرجان الخطابي الذي نظمته الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية تحت عنوان" أخلاقيات العمل السياسي" بسينما أمبير بفاس أول أمس الأحد ،أن الإصلاح يحتاج إلى وحدة وصدق ووفاء وإخلاص، مضياف " إذا كان الطلاق بين الرجل وزوجته يهتز له عرش الرحمان فإن الطلاق بين السياسة والأخلاق تفسد له الدنيا، ذلك أن الحاجة إلى الأخلاق حاجة فطرية وكونية لأن كل البشر يبنون منظومات وتصورات تأسس وتنبني على الأخلاق". وأشار المتحدث إلى أن دولة الحق والقانون تحتاج إلى محامي يتحلى بأخلاق وطبيب كذلك ومهندس وكل من يعمل على بناء المجتمع " فلا مجال للحديث عن السياسة بمعزل عن الأخلاق". و تناول أبو زيد في مداخلته، التي حضرها حشد غفير اضطر العديد منهم إلى الجلوس على الأرض وتجمهر آخرون خارج قاعة سينما أمبير ، (تناول) مفهوم الأخلاق التي اعتبرها في المجال السياسي واجبة وضرورية وحصن للأحزاب. وجسد المحاضر مفهوم أخلاق العمل السياسي في وضوح حدود اللعبة السياسية، ووضوح في البرامج، ووضوح في الوعود. وتحدث عن الشفافية كمفهوم أخلاقي ثاني يكمن في السلوك والفعل والتحالفات السياسية، وذكر أن التماس العذر للمعارض وأن الخصومة للمواقف لا للأشخاص ، وعدم المغالاة ...هي من المبادئ الأساسية لأخلاقيات العمل السياسي .إلى ذلك عرج المقرئ على ما تعرض له برلمانيو واطر حزب العدالة والتنمية من اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة كتلك التي وجهت للدكتور سعد الدين العثماني بعد زيارته لمنظمات إسلامية بأمريكا. وللدكتور موح رجداني رئيس بلدية تمارة..وأشار الإدريسي إلى التحديات الخاصة بالأحزاب ذات المرجعية الإسلامية وهي تحدي الخط الفاصل بين السياسة والدين دون استغلال العاطفة الدينية واستعاب فكر التكفير والإقصاء.وقال "نحن ضد استغلال المساجد في العمل السياسي لصالح حزب معين فلا لتحزيب المساجد "مبرزا "أن من أخطر المنزلقات استغلال العاطفة الدينية"وزاد المقرئ "إن الذي يستغل العاطفة الدينية أو دينار السجود أو الحجاب لأغراض سياسية هو إنسان محتال وكذاب" مشددا القول أن على مناضلي الحزب ومسؤولوه عدم تسويق الوهم وتقديم الوعود المعسولة لصالح المواطنين".وفي سؤال لإذاعة فاس الجهوية حول سبب اختيار أخلاقيات العمل السياسي كموضوع للمهرجان قال أبو زيد "أننا بالفعل نحتاج في بلادنا كما في العالم كله الى أن نصالح السياسة مع الأخلاق من جديد ،لأن الأخلاق تجعل من السياسة تمارس بطريقة سليمة تفضي إلى خدمة مصالح الشعب".مضيفا أنه"ما أغر بنا لحد الآن وفي كثير من بقاع العالم ونحن معهم شركاء هو الصراع السياسي السياسوي غير المتخلق الذي تضيع فيه مصالح الشعوب بين أرجل وأقدام المتدافعين بطريقة أنانية وشخصية"لذا يؤكد أبو زيد أننا "نحتاج إلى أن نبني الأخلاق الرفيعة في نفوس المتدافعين السياسيين حتى يكون تدافعهم إيجابيا وسلميا في مصلحة الوطن لمصلحة المواطن ولمزيد من التنافس في الخير ليكون التنافس في البرامج وليس التنابز في الألقاب". يذكر أن الجمهور الغفير الذي كان يتابع مداخلة للأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد فوجئ بقطع التيار الكهربائي عن القاعة. ورغم انقطاع التيار واصل الأستاذ أبوزيد إلقاء مداخلته، بعد فتح نوافذ القاعة، داعيا الحضور إلى الانضباط والتزام الهدوء، وعدم الاستجابة لأي استفزاز من أي جهة كانت. قال حسن بومشيطة الكاتب الإقليمي في تصريح ل"أسيف" إن الحادث غير بريئ، دبرته بطريقة بدائية بعض الأطراف التي يزعجها عمل الحزب بفاس، خصوصا وأن الوكالة المستقلة للماء والكهرباء تبرأت من قطع التيار على الحي الذي توجد به السينما، وقالت إن مفاتيح محطة توزيعه بالحي المذكور يملكها، بالإضافة إلى موظفي الوكالة، بعض الأشخاص الذين لهم علاقة بالمجلس البلدي. وطالب بومشيطة بفتح تحقيق للكشف عن مرتكب هذا العمل غير المسؤول. ويأتي هذا الحادث بعد محاولة اعتداء تعرض لها الأستاذ عبد الإله بن كيران في لقاء مفتوح بمجمع القدس في 11فبراير الماضي بالمدينة نفسها.