يحتفل أبو يحيا وهارون يوم الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري، بعيد ميلاده الرابع والثلاثين، بعد مشوار طويل ومستمر مع العديد من الفرق داخل المغرب وخارجه، إنه المارد الأخضر والفتى المدلل، الذي نهل من حليب دكالة، وترعرع في كنف الدفاع الحسني الجديدي، وانطلق من رحاب ملعب العبدي نحو ملاعب المغرب والعالم، أبهر وأمتع في زمن قل فيه المبدعون والمبهرون، أعطى وما زال قادرا على العطاء، متسامح داخل الملعب وخارجه، متواضع وخجول، يعتذر حين يجب الاعتذار، يزرع الفضاء نكتا ومرحا، ويرعب الخصم على المستطيل الأخضر، إنه رضا الرياحي لاعب الدفاع الحسني الجديدي، الذي فضله على بقية الفرق التي كانت ترغب وتطلب وده، رحب بالجلوس إلى مائدة جريدة آسيف الرياضية، في أمسية رمضانية وباح بما لم يبح به من قبل، تابعوا هذا البوح الجميل... الأخ رضا وأنت تشرف على الخامسة والثلاثين وعطاؤك، ما شاء الله، ما زال حاضرا وقويا، إلى ماذا يرجع ذلك، وما السبب في هذا التألق، علما أن اللاعب عادة، يبدأ في التراجع بعد سن الثلاثين؟رضا الرياحي: السر وراء ذلك يكمن بالدرجة الأولى، في حب كرة القدم وحب الحياة نفسها، والرغبة في تحقيق أشياء لا زلت لم أحققها، والسر أيضا في استمراري في اللعب، يكمن وراء الإخلاص للمهنة، عبر الإخلاص في التداريب واحترامها واحترام كل مكونات اللعبة، وشخصيا لا زلت أحس أنني لا زلت قادرا على العطاء، فلاعب في مثل سني، أصبح ناضجا وأصبح يعرف كيف يتعامل مع أجواء الممارسة، ولنا في العديد من اللاعبين أمثلة كثيرة، خصوصا وأنني أحس أنني لم أحقق ما كنت أرغب في تحقيقه، لعدة أسباب سنعود إليها، وأضيف أنني تعودت على وضع برنامج قار أحترم من خلاله مجموعة من القواعد، التي تساعد على التواجد الدائم، وخاصة في حياتي الخاصة، هذا بالإضافة إلى الاستقرار النفسي، والاجتماعي والذي يجعل اللاعب قادرا على العطاء، حتى وهو قد تجاوز الثلاثين، بالإضافة إلى الأجواء العامة داخل الفريق وعلى اللاعب أن يعرف أن لبدنه عليه حق، من حيث التغذية والراحة، فالبدن هو المادة الخام لكل لاعب وهو رأسماله، وعليه الحفاظ على رأسماله، هذه كلها عوامل تضافرت فيما بينها وجعلتني حاضرا وقادرا على العطاء، أتمنى أن تكون خاتمة مشواري طيبة ومتوجة بلقب من الألقاب مع الدفاع الحسني الجديدي... انضممت إلى المنتخب الوطني في أوج عطائك، حتى أن جل المتتبعين كانوا ينتظرون تألقا رفيع المستوى، إلا أن العكس هو الذي حصل، ترى ما هي قراءتك لمشوارك مع المنتخب الوطني؟رضا الرياحي: خلال التحاقي بالمنتخب الوطني سنة 1996، كان الفريق في طور التشكل، وكان المدرب هنري ميشال يبحث عن التشكيلة النموذجية، وقال لي آنذاك، بأنني من أحسن العناصر التي سوف يعتمد عليها، إلا أن لعنة الأعطاب أبعدتني مؤقتا عن المنتخب، خاصة وانه لعب مجموعة من اللقاءات لم أشارك فيها، وعند شفائي من الإصابة، كان الفريق قد تشكل بنسبة كبيرة، ومن الصعوبة بمكان فرض نفسك في مثل هذه الظروف، سيما وأن المجموعة لعبت مباريات عديدة على مستوى الإقصائيات، وحصل بينها انسجام نسبي، وكانت عودتي صعبة، سيما وأنني أقصيت من المجموعة التي شاركت في نهائيات كأس العالم بفرنسا، هذا بالإضافة إلى أن هنري ميشال ربما ركب رأسه، بعد الضغط الذي كانت تمارسه الصحافة الرياضية والتي كانت تنادي بضرورة انضمام رضا للمنتخب الوطني، ولم يحتكم إلى العقلية الاحترافية وكنت أنا الضحية، ربما لإصرار الجمهور من جهة ولعناد المدرب من جهة ثانية، ورغم ذلك استطعت والحمد لله أن أفرض نفسي على الساحة الرياضية وكنت من ضمن تلك المجموعة من اللاعبين الذين لم يسعفهم الحظ في البقاء ضمن المنتخب أطول فترة ممكنة، على أي كنت أنتظر كثيرا وكنت قادرا على العطاء أكثر داخل المنتخب، ربما لم تكن الظروف في صالحي ولكنني راض على مشواري الرياضي الذي أعطاني حب الجمهور والذي يعتبر أكبر وأهم سند لأي لاعب....: الحديث عن المنتخب الوطني يجرنا للحديث عن انضمامك للرجاء البيضاوي، هل يمكنك أن تعطينا قراءة تقييمية لمشوارك مع الرجاء؟رضا الرياحي: الرجاء فريق كبير، حصل على العديد من البطولات، وبعد التحاقي به كان يلعب على المستوى عصبة الأبطال الإفريقية، الفريق كان يعج بالعديد من النجوم والحمد لله استطعنا تحقيق اللقب سنة 1999 وشاركنا في كأس العالم للقارات سنة 2000 بالبرازيل، وكنا أول فريق يحضى بهذا الشرف، وهذا، أظن، يظل مطمح الفرق الكبرى واللاعبين، ووقعنا على مشاركة جيدة وحضي جل اللاعبين باهتمام كبير من لدن وسائل الإعلام ومن طرف الفرق التي انتدبت العديد منهم، مسيرتي مع فريق الرجاء أعتبرها إيجابية، أعطتني الكثير سواء على المستوى التقني أو على المستوى الاجتماعي، وحضيت باهتمام الجمهور المغربي عامة والبيضاوي خاصة، إلى درجة أنني استقبل بالأحضان من طرفهم، وهذا أهم رصيد بالنسبة لي، الألقاب تتقادم ولكن حب الناس يظل قائما وهذا هو المهم... الكثير من المتتبعين يعتبرون أن الاحتراف بالدول الخليجية، لا زال متأخرا، وأن الأمر يرتبط بالدرجة الأولى بالماديات، ما رأي اللاعب رضا في هذه المقولة؟رضا الرياحي: بالفعل هذا الرأي كان ينطبق على الاحتراف بالخليج منذ سنوات، الصورة اليوم تغيرت كثيرا، والكرة الخليجية تطورت بشكل سريع، وقد ولى الزمن الذي كنا ننتصر فيه على السعودية ب(12/0) هذا راجع بالطبع إلى الإمكانيات المرصودة ونوع البنيات التحتية التي تتوفر عليها هذه الدول، والبطولة الخليجية بصفة عامة تعج الآن بالنجوم، وخير دليل، أن العديد من اللاعبين المغاربة لم يعودوا قادرين على إثبات الذات أمام بقية لاعبي العالم الذين تضمهم البطولة الخليجية، وأن القليل، القليل جدا هم من يستطع أن يفرض ذاته ويجد له مكانا بهذه البطولات، والفرق الخليجية دائمة الحضور على المستوى الآسيوي والعربي، المقارنة لا تصح مع وجود الفارق، فاللاعب بالبطولة الخليجية وخاصة بكل من قطر والسعودية، يكسب عشرين مرة ما يكسبه بالمغرب وأكثر، مع استفادته من امتيازات عديدة كالسكن والسيارة والمنح وغير ذلك، واللاعب المغربي كان ينطلق من البطولة الخليجية ولا أدل على ذلك أن شيبو احترف بالخليج ثم انتقل إلى الاحتراف بأوروبا، طبعا الأمر يختلف بين قطر والسعودية من جهة والإمارات العربية المتحدة من جهة ثانية لسبب بسيط، هو أن وسائل الإعلام ممركزة على قطر والسعودية وخاصة قناتي الجزيرة والإي أر تي، ولكنها بطولة قوية تضم فرقا كبيرة وذات تاريخ مجيد... على ضوء ما قلته، وأنت الذي احترفت بالإمارات، ما الذي دفعك إلى العودة إلى اللعب بالمغرب، وبالضبط في صفوف الدفاع الحسني الجديدي؟رضا الرياحي: بالفعل لعبت مدة بالإمارات مع فريق الظفرة، والذي لا يلعب على الألقاب بقدر ما يلعب على البقاء بالدرجة الأولى، كانت لدي عروض أخرى للعب بالدول الخليجية، ولكنني ولظروف شخصية عدت إلى الجديدة، واتصل بي الرئيس مصطفى عنتري واقترح علي اللعب مع الدفاع الحسني الجديدي، خاصة وانه ظل يتخبط مدة من السنوات بالقسم الوطني الثاني وأقنعني بضرورة الإسهام في رد جزء من الدين لفريقي، طبعا لا مقارنة من حيث الماديات، وهكذا لعبت خلال موسم 2004/2005 معه واستطعنا تحقيق الصعود إلى فرق الصفوة وقضيت معه الموسم الفارط ووقعنا على مسيرة موفقة وكدنا أن نلعب ضمن إحدى المنافسات العربية على الأقل لولا التعب والأعطاب التي وقع فيها الفريق خلال المباريات الأخيرة من البطولة، والآن أنا ألعب مع الفريق والحمد لله، أن كل الظروف مواتية لحد الآن... لعبتم خلال السنة الماضية الأدوار الطلائعية خلال بطولة اتسمت بالرتابة ووقعتم على مشوار جيد، وكدتم أن تتاهلون للعب على المستوى العربي، هذه السنة هل تعدون الجمهور الجديدي بتحقيق نتيجة أفضل من السنة الماضية، سيما وان الفريق عزز صفوفه بمجموعة من اللاعبين الجدد؟ رضا الرياحي: بالفعل لعبنا السنة الماضية وكنا نتواجد في المرتبة الخامسة، لولا التعثر الذي عشناه في المباريات الأخيرة، هذه السنة ليس مسموحا لنا تحقيق أقل مما حققناه السنة الماضية، بل علينا تحقيق نتيجة أفضل وعلينا أن نفكر في الحصول على لقب من الألقاب، خاصة وان اللاعبين اكتسبوا تجربة كبيرة ونضجا تاكتيكيا، وهذا لن يتحقق إلا بتضافر جهود كل من الطاقم التقني والمكتب المسير واللاعبين والجمهور... انطلاقا من تجربتك الطويلة مع الفرق الوطنية ومع المنتخب وخلال مشوارك الاحترافي، هل يمكنك تقديم قراءة للمنتخب الوطني الحالي؟رضا الرياحي: خلال فترة هنري ميشال كان المنتخب الوطني يتكون من خليط من اللاعبين بين محترفين ولاعبين من البطولة الوطنية، ومع مجيئ الزاكي اعتمد على منتخب تتشكل غالبية عناصره من المحترفين، ورغم انه لعب نهاية كاس إفريقيا، فالاعتماد دائما على المحترفين يضر باللاعبين المحليين، وإن كانوا يصبحون محترفين بعد انضمامهم للمنتخب، التجربة الحالية والتي يقودها امحمد فاخر، الذي يعد من أكفأ المدربين المحليين، أتمنى له النجاح على مستوى المنتخب الوطني، المجموعة الحالية تضم مجموعة من اللاعبين المتمرسين كحجي والشماخ والبوخاري، المطلوب خلق الانسجام بين المحترفين واللاعبين المحليين والذين لا يقلون قوة وتجربة عن الباقين، والحصول على منتخب قوي رهين بتجاوز فترة الفراغ التي ربما طالت خاصة بعد كأس إفريقيا، وأظن أن المستقبل سوف يؤكد هذه النظرة... هل تفكر في ولوج عالم التدريب بعد اعتزالك اللعب؟رضا الرياحي: عالم التدريب في كرة القدم عالم غريب وصعب جدا، أظن أنني سوف ألجه ولكن بعد الخضوع لتكوين، وإن كنت خلال مشواري كلاعب طيلة عشرين سنة تقريبا، قد استفدت من خبرة العديد من المدربين من مختلف المشارب والمدارس، فاللاعب خلال ممارسته للعب، يلعب ويتكون في آن واحد، هناك أمور خارجية، تمارس في عالم التدريب لا رياضية، أنا ضد أن يبتعد اللاعب بعد اعتزاله عن كرة القدم، فلننظر إلى ألمانيا وفرنسا، هناك لاعبون، التحقوا بعالم التدريب، بل منهم من كان يلعب ويتكون، وأذكر على سبيل المثال ماكات وكلينسمان ورودي فولر وديدي ديشان وفرنانديز وبيكنباور وريكارد وكومان وغيرهم كثير، أنا لا أتقن غير كرة القدم، وسأبقى قريبا من كرة القدم، وأظن أن الفرق مطالبة بتكوين لاعبيها القدامى، لأنهم بمجرد اعتزالهم يصبحون عالة عليها... كلمة أخيرة أشكر الجريدة التي استضافتني، وأتاحت لي فرصة الإطلالة على القراء الكرام من خلالها، وأقول بأن فريق الدفاع الحسني الجديدي، فريق عريق أعطى العديد من الأسماء التي لعبت في كل الفرق، ولكنه مع الأسف، لم يحقق ألقابا لحد الآن، أظن أن ترسانة الفريق حاليا، قادرة على الفوز بإحدى الألقاب، ولكن هناك مع الآسف بعض الذين ألفوا التشويش على مسيرة الفريق، وهذا ينعكس سلبا علينا نحن كلاعبين وعلى المكتب المسير وعلى الإطار التقني، وكنا نعيش دائما مثل هذه التجاريب فالفريق يكون قد أخذ مساره الحقيقي، فيصطدم بمثل هذه المثبطات، المفروض أن تتضافر جهود اللاعبين والمكتب والمدرب والجمهور من أجل تحقيق الألقاب وهذا ليس بعزيز على فريق كفريق الدفاع الحسني الجديدي...بطاقة تقنيةالاسم: رضا الرياحيتاريخ الازدياد: 23 أكتوبر 1972 بالجديدةمتزوج منذ 1998.له طفلان، يحي وهارونالتحق سنة 1987 بفئة الفتيان مع بن بيي والريحاني1988 لعب مع الشبان مع المدرب معروفي (بوروس)لعب مع الدفاع الحسني أول مباراة له ضد خريبكة موسم 1989 لعب بعد ذلك مع فريق الأمل سنة 19891990 التحق للعب مع الدفاع الحسني الجديدي فئة الكبار1996 التحق للعب مع المنتخب الوطني1998 التحق للعب مع فريق الرجاء البيضاوي2000 احترف بتركيا مع فريق فوستيبيانتقل للاحتراف مع الشارقة والظفرة بالإمارات2003 عاد إلى فريق الدفاع الحسني الجديديلعب مدة قصيرة مع حسنية اكاديرالتحق في السنة للعب مع الظفرة مرة أخرى2004 لعب مع الدفاع من جديد وحقق معه الصعودحاليا أي موسم 06/07 يلعب للدفاع الحسني الجديديحاوره أحمد ذو الرشاد