عمت الفرحة والبهجة وارتفعت هذه الأيام في مدينة مراكش وتيرة الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان الكريم، حيث استحوذ هذا الشهر الكريم على كل الأحاديث في الأسر داخل البيوت وبين الموظفين والعمال في ميادين العمل،وبين المصلين في المساجد كما ارتفعت الإجراءات العملية كدليل على الاهتمام الذي يولي الكثير بهذا الشهر الكريم الذي يتوقع أن يبدأ يوم الأحد المقبل.ورغم تزامن هذا الشهر مع عودة التلاميذ إلي المدارس وما تستدعيه من مصاريف اضافية، فان حالة من التأهب القصوي بدأت تجتاح الأسواق والبيوت ،فيما بدا المواطن أكثر لهفة علي شراء كل ما يحتاجه خلال هذا الشهر،حيث انتعشت حركة التجارة،لاسيما علي مستوي المحلات التجارية المختصة كسوق التمور والمحلات التجارية القريبة من ساحة جامع الفنا التي سيطر عليها الاكتظاظ بشكل لم تشهده من قبل. حيث لجأت بعض المحلات إلى تنصيب كاميرات لمراقبة دخول وخروج الزبائن.على الصعيد الرسمي طمأن بلاغ وزاري المواطنين إلى توفر المواد الغذائية خلال شهر رمضان موضحا أن اللجنة الوزارية المكلفة بتتبع وضعية تموين السوق الداخلي، توصلت بعد تحليلها للإحصائيات المقدمة من طرف مختلف الفاعلين الاقتصاديين من منتجين ومستوردين وكذا الإدارات المعنية، إلى أن السوق الداخلي سيعرف تموينا عاديا ومنتظما، لكون الكميات المتوفرة المعروضة والتي يتزايد استهلاكها خلال شهر رمضان، كمادة السكر والزبدة والعدس والفول والحمص والأرز والحليب واللحوم الحمراء والبيضاء والدقيق والتمور والتوابل والطماطم، كافية لسد حاجيات المستهلكين. على الصعيد الشعبي، تظهر أريحية الناس وجودهم خلال هذا الشهر الكريم حيث تعرف المساجد حركة دؤوبة لتزيينها وتنظيفها لاستقبال المصلين، كما يتسابق البعض إلى كراء أو شراء مكبرات الصوت والحصائر وكل ما يلزم لضمان راحة المصلين وكسب مزيد من الأجر والثواب، كثير من وداديات الأحياء تعرف نشاطا مزدهرا خلال رمضان ويلتف الناس حول بعضهم لمناقشة ترتيبات رمضان وأمور ، أكثر ما يلتفون مقارنة مع باقي شهور السنة. وبقدر ما يفرح الناس برمضان وأداء الصلاة في المسجد وراء إمام وجود للقرآن خلال هذا الشهر الفضيل، يحمل البعض هما آخرا يتمثل في الاكتظاظ الكبير التي تعرفه المساجد أثناء صلاة العشاء والتراويح خاصة في الأحياء الجديدة مثل المسيرة والمحاميد، حيث يتقاطر الناس منذ الدقائق الأولى بعد تناول وجبة الفطور إلى المساجد ومنهم من يفضل أن يفطر ويصلي المغرب في المسجد حتى يضمن "مقعدا مريحا" في الصفوف الأمامية وينال حظه من الأجر والثواب ، البعض اقترح على البلاغ المعنية أن تعمل على التوزيع العادل لأجود القراء على كافة المساجد داخل المدينة العتيقة والأحياء الجديدة لتخفيف الوطء على بعض المساجد المشهورة، مع ضرورة التفكير في تجهيز مساجد بمعدات إضافية لاستقبال المصلين.ومن جهة أخري، لا يخفي كثير من المراكشيين فرحهم بقدوم"سيدنا رمضان" ومحافظة كثير من الأسر على العادات المصاحبة للاستعدادات لاستقباله، حيث تنظف البيوت وتزين زينة خاصة، وتكثر زيارة الأقارب وصلة الرحم .البعض الآخر تأفف من تحول شهر رمضان عند البعض من شهر للصوم والعبادة والعمل إلي شهر للأكل والكسل والاسترخاء، مما يعني ارتفاع الفاتورة الاستهلاكية بشكل لافت . بعض الفتيان والفتيات مستعدون أيضا لصيام أول شهر لهم في حياتهم ، يصاحبهم في ذلك نصائح عملية من قبل أقربائهم ، ولاشك أنهم سيحظون باحتفاء خاص في أول يوم من رمضان بتقديم أجود الملابس وأحلى المأكولات، تطبع في نفوسهم وقلوبهم بصمات خاصة في أجواء رمضانية إيمانية خاصة.كثيرون أيضا افتقدوا بعض العادات المصاحبة لرمضان خاصة ذلك الاحتفال الذي يستقبل به هلال رمضان المعظم والاحتفال الشعبي العظيم الذي كانت تقيمه كل أسرة ختم طفلها القرآن العظيم للمرة الأولى مسجلا بعدسته الفاحصة كل مظاهر الحفاوة والسرور والابتهاج.