يوم الخميس الماضي كان أول أيام شهر رمضان المبارك في المملكة المغربية. وتواكب حلول رمضان مع موجة حرارة مفرطة تجتاح البلاد. وبقدر ما ارتفعت درجات الحرارة، التهبت الأسعار داخل الأسواق خاصة فيما يتعلق بالسلع التي يكثر عليها طلب المواطن المغربي والتي تمثل أساس مائدة إفطاره. أسعار جميع السلع مرتفعة أو في طريقها للارتفاع سواء كانت لحوم أو بقول او خضر أو فاكهة. الشيء الذي اضطر عدد من المواطنين إلى التبضع قبل حلول شهر رمضان من أجل تفادي الارتفاع الحاد في الأسعار، والأغلبية تسعى لتخزين المواد التي يكثر استهلاكها خلال أيام الصيام. ومع ذلك، فإن الوضع يشير إلى أن الجميع في حالة تأهب قصوى وأن هناك حالة طوارئ تجتاح الأسواق بمختلف أنواعها. المتاجر تشهد رواجا منقطع النظير هذه الأيام، سواء كان الحديث عن المتاجر المركزية الكبرى أو المحلات التجارية الشعبية، المهم أن المضاربين ينتعشون خلال شهر رمضان ولا يأبهون بالتحذيرات التي تطلقها السلطات المعنية التي تهدد بالضرب من حديد على أيدي المحتكرين الذين يستغلون شهر رمضان لتحقيق أرباح هائلة، غير مبالين بقواعد السوق التي تفترض أن تترك مستويات الأسعار تسير وفق قاعدة العرض والطلب. لكن الامر يسير في اتجاه يبدو عكسيا فالمضاربين يلجئون ل "استفزاز" المواطن المغربي من خلال إخفاء السلع التي يقبل عليها، وبالتالي يفرضون السعر الذي يرونه مناسبا من أجل تحقيق أرباح خيالية. المعروف أن أبناء المغرب يحرصون كثيرا على تزيين موائد إفطارهم بمختلف أنواع الأطباق والأطعمة. فالحساء، أو ما يعرف بالحريرة المصنوعة بالطماطم والحمص والعدس..هو الأساس بجانب البيض المسلوق والتمر والشباكية "ضرب من الحلوى المصنوعة من الدقيق وتوضع في العسل" والفطائر، وغيرها من الأطباق التي ترتفع أسعار مكوناتها بشكل جنوني لا لشيء سوى أن الطلب عليها تزايد، مع العلم أن الإعلانات الرسمية للحكومة المغربية تؤكد أن جميع المواد التي يكثر عليها الاستهلاك خلال رمضان متوفرة ولا مجال للحديث عن الندرة. كما اعتادت أغلب الأسر المغربية على تواجد اللحوم الحمراء أو الدجاج أو السمك، على موائدها ، المهم أن يكون أحد العناصر الثلاثة موجودا. غير أن كل هذه السلع شهدت ارتفاعا مطردا في أسعارها قبل أيام قليلة فقط من بدء الشهر وفي انتظار ارتفاع آخر. ورغم تنافس شركات متخصصة في إنتاج الأفلام والمسلسلات فيما بينهما لتقدم لمشاهدها المنتج الأكثر جذبا ، غير أن عددا من المشاهدين يرون أن المتاح لا يرقى للمستوى الذي ينتظرونه ومن ثم يفضلون القنوات الفضائية العربية وغيرها لمتابعة ما جد في عالم الدراما. وإذا كان شهر رمضان قد تواكب هذا العام مع فصل الصيف، فإن شواطئ المملكة عرفت تغييرا طفيفا مقارنة مع الأيام الماضية، فعدد رواد الشواطئ لا يزال كبيرا، ولا تزال الأسر تفضل اصطحاب أبنائها لقضاء وقت ممتع وسط مياه البحر، خصوصا بعد الفتوى التي أصدرها مؤخرا عبد الباري الزمزمي، أحد علماء المغرب،وأجاز فيها الذهاب إلى الشاطئ خلال شهر الصيام. وسارعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بترميم عدد من المساجد وإصلاح عدد آخر استعدادا لاستقبال المصلين الذين يتزاحمون على مساجد المملكة خلال شهر رمضان المبارك. كما أجازت الوزارة وبصفة استثنائية لبعض الزوايا المخصصة للصلاة داخل الأحياء السكنية بالاستمرار في استقبال المصلين لتسهيل الأمر على المواطنين الذين يضطرون قطع مسافات للوصول إلى المساجد الرسمية.