وجه السفير الروسي في المغرب، فاليريان شوفاييف، انتقادات حادة لزملائه أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالرباط، والذين لوحوا بإلغاء نسخة هذه السنة من "الرالي الدبلوماسي" المنظم بالمملكة في حال ما شارك فيه دبلوماسيو موسكو، داعيا إياه إلى احترام "البلد الذي يتمتع الجميع بضيافته"، كما انتقد هجومهم على بلاده في إطار تضامنهم مع أوكرانيا عقب بدأ الحرب الروسية عليها، معتبرا أنهم يعبرون عن "مشاعر انتقائية". وقال السفير الروسي في رسالته التي وجهها أمس لنظرائه الموجودين في الرباط "لاحظت أنكم في الأيام الأخيرة قمتم بعدة خطوات ضد الحرب وتضامنا مع شعب أوكرانيا، وبطبيعة الحال تدينون تصرفات روسيا، أود أن ألفت انتباهكم إلى أن أي شخص طبيعي سيُعارض الحرب، لكن بالنسبة لي للأمر بعدٌ شخصي، إذ على الأرجح يعرف الكثير من الأشخاص أنه قد أتيح لي العمل في النقاط الساخنة لسنوات عديدة، وأنا أعلم من تجربتي الخاصة لا من مقاطع الفيديو ما هي الأخطار التي يتعرض لها الأشخاص الذين يجدون أنفسهم في مناطق الصراع". وأورد شوفاييف "الحرب في أوكرانيا مستمرة منذ 8 سنوات، لكن لم تبدؤوا في الحديث عنها إلا في الأيام الأخيرة لسبب ما"، وأضاف "بالطبع، لكل شخص الحق في التعبير عن تضامنه مع من يراه مناسبا، ومع ذلك، يبدو أن التعبير عن هذه المشاعر انتقائي للغاية، والمنطق في ذلك ليس واضحا تماما"، معتبرا أن الدبلوماسيين الغربيين لم يعبروا عن المشاعر نفسها عندما تعلق الأمر بالأحداث التي شهدتها العراق وليبيا وعدة بلدان أخرى "حيث سقط الآلاف من الضحايا بمن فيهم المدنيون"، متسائلا ما إذا كانت البلدان المناوئة لروسيا قد اعتبرت أنه "من المفيد إسكاتهم". وانتقد الدبلوماسي الروسي أن زملاءه يتضامنون مع أشخاص دعوا وسط الميادين الأوروبية "لشنق جميع الروس"، وقال "نحن جميعا نمثل دولنا ونتبع بضمير حي تعليمات قيادتنا، لكنني أعتقد أيضا أن الوقت قد حان لنتذكر أن الأفعال الشعبوية والاستعراضات ليست من عمل الشخصيات السياسية والعامة"، وتابع "وظيفة الدبلوماسيين المحترفين هي الاستمرار في التواصل والبحث بجد عن طرق لحل كل الصدامات حتى تلك التي يبدو إنهاؤها مستحيلا". وختم شوفاييف رسالته بالحديث عن المغرب، موردا "أود أن أذكر أن من بين المبادئ الأساسية للسلك الدبلوماسي احترام البلد الذي نتمتع جميعا باستضافته"، وتابع "كي نكون صادقين، من الصعب للغاية فهم أولئك الذين اقترحوا أن يقوم المنظمون المغاربة للحدث الثقافي السنوي، الرالي الدبلوماسي، بإلغائه إذا شارك فيه فريق السفارة الروسية"، معلنا سحب مشاركة بلاده في هذا الحدث "حتى لا تذهب جهود أصدقائنا المغاربة سدى"، على حد تعبيره.