لم تعد روسيا تضمر انزعاجها من مواقف الدبلوماسيين الأوربيين والغربيين في الرباط، والذين خرجوا تباعا للتعبير عن تضامنهم مع أوكرانيا حيال التدخل العسكري الروسي، لتخرج مباشرة وتتهمهم بالانتقائية في إبداء التضامن. السفارة الروسية في الرباط كانت قد التزمت الصمت مع بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، ثم بدأت في نشر تعليقات مقتضبة على تدوينات البعثات الدبلوماسية الغربية في المغرب حول أوكرانيا، لتبدأ هذا الأسبوع في التعبير مباشرة عن مواقفها، والتي بدأتها برسالة وجهها السفير الروسي للأوكرانيين المقيمين في المغرب والمغاربة لتبرير الحرب على أوكرانيا، ثم لتتطور اليوم إلى رسالة مباشرة منه للسفراء الأوربيين في المغرب. السفير الروسي في الرباط فاليريان شوفاييف، قال إنه أمضى سنوات عمل في مناطق الحروب، "أعرف الحروب وليس فقط من مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، وأعرف ما هي المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص المحاصرون في وسط منطقة النزاع المسلح"، متسائلا، "لقد استمرت الحرب في أوكرانيا ثماني سنوات، لكن المرء يتساءل لماذا لم تعارضوها إلا مؤخرا". ووجه السفير الروسي اتهامات للسفراء الغربيين والأوربيين في المغرب، ب"الانتقائية في التعبير عن مشاعر التضامن"، معتبرا أن "المنطق الكامن وراء ذلك ليس واضحًا تمامًا"، مذكرا بما وقع في العراق وليبيا ومعلقا عليه بالقول، إنه "يبدو أن هناك من يعتبر آلاف الضحايا هناك، بما في ذلك بين السكان المدنيين، أمرًا طبيعيًا أو أنه ببساطة من المفيد سياسيًا التستر عليهم!". ودعا السفير الروسي الدبلوماسيين إلى البحث عن حلول والابتعاد عن خطابات السياسيين، وقال إن "الأفعال الشعبوية والعروض الخفيفة هي جزء من مهمة السياسيين والشخصيات العامة. ومهمة الدبلوماسيين المحترفين هي مواصلة الحوار والبحث عن حلول". يشار إلى أن سفارات في المغرب، كانت قد عبرت عن تضامنها مع أوكرانيا، ومنها سفارات رفعت العلم الأوكراني فوق مقراتها، ما أزعج السفارة الروسية في الرباط.