أكد فاليريان شوفايف، السفير الروسي المعتمد لدى المملكة المغربية، أن موقف بلاده بخصوص ملف الصحراء "واضح تماماً ومبدئي منذ بداية هذا النزاع الإقليمي"، مشيرا إلى أن موسكو تدعم إيجاد "تسوية مقبولة وعادلة لهذا النزاع الذي استمر طويلاً، وذلك على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وشدد السفير الروسي، في مقابلة مع جريدة هسبريس الإلكترونية تُنشر لاحقاً، على أنه "ليس هناك أي حل لهذا النزاع إلا عبر الحل السياسي التفاوضي. ولذلك، فنحن ندعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة، ورحبنا بقوة بالمبادرات السابقة للمبعوث الخاص هورست كولر بخصوص ترتيب طاولات مستديرة في جنيف بين أطراف النزاع، بحضور الطرفين الإقليمين الجزائر وموريتانيا باعتبارهما دولتين جارتين". ودعا السفير الروسي بالرباط إلى الإسراع في تعيين مبعوث أممي جديد، مشدداً على أن استمرار الجهود السياسية يخدم تهدئة الأوضاع على الساحة ويشجع كل الأطراف من أجل المساهمة في إيجاد حل لهذا النزاع. واعتبر الدبلوماسي الروسي أن ما جرى في الأسابيع الأخيرة من تطورات بالصحراء عقب أحداث معبر الكركرات جاء نتيجة "نوع من ركود في العملية السياسية بين أطراف النزاع"، مشيرا إلى أن سيرغي لافروف، وزير خارجية بلاده، أجرى، في إطار الجهود الروسية لتهدئة الأوضاع بالصحراء، مكالمات هاتفية مع نظيريه المغربي والجزائري، ودعا كل الأطراف وخاصة المعنية منها بشكل مباشر إلى الامتناع عن كل الخطوات وكل الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الوضع أكثر. وتابع السفير الروسي فاليريان شوفايف قائلاً: "نحن خائفون بشأن الركود في العلمية السياسية، ومقتنعون بأن هذا الوضع لا يخدم تسوية النزاع"، وزاد أن ما جرى في معبر الكركرات هو "نتيجة جمود العملية السياسية". وأورد المتحدث في الصدد ذاته: "لا بد من تجديد العملية السياسية لتفادي في المستقبل مثل هذه الأحداث المؤسفة، والبداية يجب أن تكون من تعيين مبعوث جديد للأمين العام للأمم المتحدة"، معتبراً أن جمود العملية السياسية قد يؤدي إلى وقوع أحداث مؤسفة جديدة بالصحراء على حد قوله. وحول تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وإمكانية نشوب حرب بين البلدين، قال فاليريان شوفايف إنه كسفير في المغرب والأمر نفسه بالنسبة لزميله الروسي في الجزائر لا بد أن يقوما بما في وسعهما لتفادي وقوع هذا الاحتمال. وشدد المتحدث على أن الدور الروسي يكمن فقط في دعوة المغرب والجزائر إلى القيام بالجهود المناسبة لتحسين العلاقات الثنائية بينهما، وقال: "اقتناعي الشخصي بأن تحسين العلاقة بين البلدين الكبيرين (المغرب والجزائر) في الإقليم وشمال إفريقيا يخدم الجميع، ويخدم أيضا الاستقرار الإقليمي وحتى الاستقرار العالمي". وكشف السفير فاليريان، في حواره مع هسبريس، عن تفاصيل التعاون المغربي الروسي بخصوص لقاح "سبوتنيك V " ضد فيروس "كورونا". كما تحدث، في الحوار الذي سينشر لاحقا، عن آفاق التعاون العسكري بين الرباطوموسكو وسبل تطوير العلاقات بين البلدين.