قد يتحول عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية، من أشد خصوم عزيز أخنوش إلى طوق نجاته من أزمته الحالية، بعدما أعلن أن حزبه لن ينخرط في دعوات إقالة هذا الأخير من رئاسة الحكومة والتي تتصاعد حاليا بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية، مبرزا أن الأمر غامض وليس في صالح المغرب، رغم أنه أبقى هذا الاحتمال على الطاولة "بعد مدة معقولة"، وحينها سيكون الحل هو إعادة الانتخابات لا تعيين حفيظ العلمي، على حد تعبيره. وأمام الاتهامات الموجهة له بالمسؤولية عن الوضع الذي تسبب فيه الجفاف هذه السنة، دافع ابن كيران عن حصيلة "غريمه" عندما كان وزيرا، موردا "لا يمكن أن يظل أخنوش في وزارة الفلاحة 14 عاما دون أن يكون ناجحا"، مشككا في من يقفون وراء "حملة" الهجوم عليه والمطالبة برحيله، إذ قال "المغاربة يعطون سمعهم للآخرين كثيرا... أقول لكم لا تستمعوا لأي كان، لأن الأمر فيه تصفية حسابات وربما مؤامرات، وأنا لا أريد أن يحدث هذا في بلدي". وأوضح ابن كيران، الذي كان يتحدث أمام المشاركين في لقاء المجلس الوطني لحزبه، اليوم السبت في بوزنيقة، أن دعوات إقالة أخنوش "غامضة" مستغربا ترديدها من طرف جهات كانت إلى وقت قريب تدعم رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وأضاف رئيس الحكومة الأسبق "أنا لست متفقا مع من يقولون إن على أخنوش أن يرحل الآن، طبعا هناك غلاء في الأسعار، لديه أسباب خارجة عن إرادة الحكومة إلى جانب بعض التقصير من هذه الأخيرة التي بين يديها إجراءات لا تقوم بها". وبرر ابن كيران موقفه بأنه "منذ أن وصل الملك محمد السادس إلى الحكم لم ترتبك أي ولاية حكومية، باستثناء أواخر فترة حكومة عباس الفاسي، ولكن حينها كانت القضية كبيرة والمغاربة خرجوا للشارع"، وتابع "أي إشارة سنعطي لو أقيل أخنوش بعد 5 أشهر باعتبارنا دولة مستقرة لديها تقاليد، مضيفا "بعد مدة معقولة، أي سنة على الأقل، لو تبين أن أخنوش فاشل وعاجز وغير قادر على الشرح ولو تسبب في شيء كبير مثلما حدث في 20 فبراير 2011 ساعتها قد يدعو الملك إلى انتخابات جديدة". وشدد ابن كيران على رفضه للمقترح المتداول حاليا عبر منصات التواصل الاجتماعي حول تعيين وزير التجارة والصناعة السابق، حفيظ العلمي، في منصب رئيس الحكومة معتبرا أن "إنهاء الإرباك الذي أدى إلى وصول أخنوش لرئاسة الحكومة لن يكون بإبعاد هذا الأخير وتعيين "مولاي حفيظ" مكانه، لأنه لن يفعل شيئا ما دامت الهيئات هي نفسها"، ليخلص إلى أن الحل هو أن "تعاد الانتخابات فهذه هي الديمقراطية".