أطلق عبد الاله بنكيران، الرئيس الأسبق للحكومة، بثا مباشرا من الفيلا التي يقضي فيها تقاعده منذ خروجه من الحكومة بعد ستة أشهر من البلوكاج أعقبها إعفاء ملكي من المهمة، وركز في كلمته على عزيز أخنوش زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار منتقدا ترشيحه لقيادة الحكومة ومنافسة سعد الدين العثماني على ثاني منصب في هرم الدولة. وانتقد ابن كيران الحملة التي تدفع بعزيز أخنوش مرشحا لرئاسة الحكومة المقبلة، وشكك في الثروة التي يملكها أغنى رجل في المغرب قائلا: " ليس لي مشكل أن يكونا ميسورا، فالكل يعرف القصة كيف أصبح ثريا ومن أغنياء المغرب… ولا حتى قضية 17 مليار درهم التي ننتظر حكم مجلس المنافسة في ملفها".
وأضاف: "كنت حريصا أن يكون عزيز أخنوش معي في حكومة 2011، ففي الوقت الذي كنت أعد فيه التشكيلة الحكومة كان هو العاصمة الفرنسية باريس، واضطررت لتذكير جهات معينة لطلب حضوره".
كما شدد عبد الاله بن كيران على ضرورة الفصل ما بين الشخصية القادرة على القيام بمهام الوزير والشخصية القادرة على قيادة الحكومة، موضحا أنه لا بد لرئيس الحكومة أن يتميز بشخصية سياسية، وأن عزيز أخنوش لم يسبق له الانتساب إلى حزب سياسي ونشأ داخله أو ناضل وعانى مع مناضليه، ولم يسبق له أن حل مشكلة سياسية، ثم قال: "هذا رجل أعمال تحيط به شبهات" وأنه مغرّر به.
ولأن ابن كيران يرى أن الملياردير أخنوش لا يصلح أن يكون رئيسا للحكومة، فقد حذره من نهاية ما وصفه ب"العرس" بمعناه الدارج، حيث سيجد نفسه حسب قول زعيم العدالة والتنمية الأسبق: "في مواجهة مع شعب ومع دولة ولا واحدة من المواجهتين ستكون سهلة".
أما عن قدرته على أداء مهام رئيس الحكومة، خاطبه ابن كيران قائلا: "أنت عجزت عن الترشح في الانتخابات البرلمانية، ذهبت إلى أكادير للترشيح لرئاسة الجماعة، لأن لوائح البرلمان أصعب من لوائح الجماعة… أنت عاجز عن الدفاع عن سياستك".
وعاد بنكيران إلى التصريح المثير للجدل "غادي نعاودو ليكم التربية" الذي كان قد جاء على لسان عزيز أخنوش زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، وقال: "أنت في كل مرة تتحدث تتسبب في كارثة سياسية .. انت باغي تربّي المغاربة وهذا ماشي من حقك حتى وإن كنت رئيسا للحكومة".
وزاد قائلا: "أنت تملك المال وتفعل به ما تريد وأنا أقول دائما لمن يعيب على أخنوش توفره على الأموال.. الفلوس هي لي عندو، ليست لديه ثقافة وإيديولوجية وماضي تاريخي فكيف سيواجه هذا الشعب ؟".
ويرى رئيس الحكومة الأسبق أن الدولة ليست في حاجة إلى أمثال عزيز أخنوش وأن الوزارة تناسبه هو ومحمد بنشعبون ومولاي حفيظ العلمي ولا مانع شخصي لديه، غير أنه وبحسب ابن كيران فرئاسة الحكومة تحتاج "نوعا آخر من الناس" سياسيون يتحملون المسؤولية ولديهم ماض يدافع عنهم وحين يتحدثون يصغي لهم الناس ويتجاوبون معهم.
يبدو إذن أن عبد الإله بن كيران حاول تخليص نفسه من حصار لوم قيادات حزب العدالة والتنمية وقواعدها المؤيدة له، فالتحق بالحملة الانتخابية في أمتارها الأخيرة في محاولة للنفخ في أشرعة سفينة الحزب المتباطئ في سباق حشد الجماهير قبل موعد الاقتراع، وقد يشكل هذا الظهور المفاجئ فرصة لعزيز أخنوش زعيم التجمع الوطني للأحرار لاستغلاله والعمل على تحويله إلى فرصة لتقييم منجزات ولايتين للعدالة والتنمية لضرب أسهمه الهابطة في بورصة الأصوات بعد الفشل في تغطية عدد من الدوائر الانتخابية والتوجس مما سيحدثه القاسم الانتخابي من ضرر على حصيلة المصباح.