ظهر عبد الاله بن كيران في ركن "صالون" الفيلا التي يقطنها في الرباط وبجانبه الصورة الشهيرة مع الراحل عبد الله بها، وأطلق البث المباشر على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك في محاولة للتدارك بعد التزامه "الصمت السلبي" حسب وصف عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية، وخصص رئيس الحكومة الأسبق هذا الظهور المصوّر لانتقاد عزيز أخنوش زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار المرشح لمنافسة سعد الدين العثماني على قيادة الحكومة. وعاد ابن كيران بذاكرته ليتحدث عن المقاطعة التي تضررت منها أيضا شركة المحروقات التي يملكها عزيز أخنوش، وتساءل قائلا: "كيف كنتم تقاطعونه مقاطعة كاملة وبين عشية وضحاها صاروا يحضّرون لتتويجه عريسا للحكومة المقبل ؟"، ثم أكد أنه شخصيا وإلى اليوم لا يعلم من هي الجهة التي حرّكت سلاح المقاطعة ضد أخنوش مستغربا من حجم الاستجابة الكبير لتلك الحملة، قبل أن يشير إلى أن حزب العدالة والتنمية لو كانت لديه الإمكانيات لتنظيم حملة المقاطعة لأطلقها الآن.
أما عن الفترة التي كان فيها الميلياردير السوسي وزيرا في الحكومة التي ترأسها، يقول عبد الاله بن كيران في بث مباشر أشرف عليه سائقه الخاص فريد تيتي وتابعه ما يزيد عن 20 ألف مشاهد: "طيلة خمس سنوات كان معي عزيز أخنوش وزيرا لم أصطدم به إلا في مناسبتين، اصطدمت به يوم قام بطريقة غير شرعية وغير قانونية وغير أخلاقية هو وبوسعيد (كان حينها وزيرا للاقتصاد والمالية) وأخذا صندوق التنمية القروية الذي أطلقه الملك"، وهنا يتحدث رئيس الحكومة الأسبق عن الجدل الذي أثاره هو شخصيا حين كشف للرأي العام أن صندوق التنمية القروية الذي يحوي 55 مليار درهم استحوذ عليه أخنوش دون استشارته وبطريقة غير قانونية.
وأوضح ابن كيران أنه لم يكن يخطط لمنع عزيز أخنوش وزير الفلاحة في حكومته السابقة من الإشراف على هذا الصندوق، وأنه إلى اليوم لم يفهم السبب وراء ما قام به، مشرا إلى أن جميع المؤسسات التي كانت بينه كرئيس الحكومة والوزير أخنوش كان يمنحه تفويضا لتدبيرها.
وبخصوص المناسبة الثانية التي شهدت صداما بين الرجلين، كشف ابن كيران أنها تتعلق بما عُرف بمرحلة البلوكاج الحكومي، حين شهدت سنة 2017 مفاوضات طويلة دامت لستة أشهر اتُّهم خلالها عزيز أخنوش بعرقلة تشكيل زعيم حزب العدالة والتنمية للأغلبية الحكومية.
وسبق هذا الخروج الذي جاء مفاجئا، تعبير عدد من قيادات العدالة والتنمية عن إحباطها مما سمته «الصمت السلبي» للأمين العام السابق للحزب عبد الإله بن كيران خلال الحملة الانتخابية التي انطلقت في ال 26 من غشت وتنتهي في 7 شتنبر الجاري، في وقت يظهر فيه الحزب أحوج ما يكون إلى جميع قياداته ورموزه للدفاع عنه في هذه الاستحقاقات الانتخابية.
وفي اتصال مع «الأيام» أكدت هذه القيادات أن الحزب كان يأمل أن يلعب بن كيران انطلاقا من شعبيته وقوته الإقناعية دورا إيجابيا في دعم مرشحي الحزب، ودعوة المواطنين إلى التصويت على «المصباح» في الانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية، بغض النظر عن خلافه العميق مع قيادة الحزب، خاصة أن «الحزب دأب عبر تاريخه على الحفاظ على وحدته، وتداعي كل أفراده للدفاع عن مشروعه في مواجهة خصومه الذين يبخسون حصيلته وأدواره في هذه المرحلية العصيبة».
ويعيش العدالة والتنمية أصعب محك في تاريخه الانتخابي، حيث لم يتمكن من تغطية عدد كبير من الدوائر القروية جراء ما وصفه ب«حجم الضغوط التي تعرض لها مناضلوه لثنيهم عن الترشح»، وهو ما سيؤثر على نتائجه في الانتخابات التشريعية بالخصوص، فيما يَحِن عدد من أعضاء الحزب إلى صور الحشود التي كان يؤطرها بن كيران.