عبر رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، عن تفاؤله الكبير بالنسخة الثانية من حكومته التي جرى تعيينها من طرف الملك نهاية الأسبوع الماضي، حيث قال «أنا متفائل جدا بهذه الحكومة»، وأضاف ابن كيران، خلال البرنامج التلفزيوني الذي خصص لمسار التعديل الحكومي ومستجداته على القناتين الأولى والثانية يوم الأحد 13 أكتوبر 2013 ، أن شروط الانسجام بين مكونات الأغلبية متوفرة اليوم أكثر من النسخة الأولى وأن نتائج ذلك ستعود بالنفع على المواطن. وكشف رئيس الحكومة في ذات اللقاء بعض تفاصيل المشاورات مع صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث قال إنه من الطبيعي أن تعرف المرحلة تكتما، وأضاف أن المفاوضات كانت فرصة للتواصل أكثر مع زعيم حزب «الحمامة»، مقرا في ذات السياق بما حدث من توتر للعلاقة بين حزبي «الحمامة» و»المصباح» مع مجيء مزوار إلى رئاسة الحزب قبل أن يستدرك بالقول إن العلاقة تاريخيا بين الحزبين كانت طيبة. وحول الانتقادات الموجهة إلى النسخة الثانية من حكومته؛ رد ابن كيران «انتقاد الحكومة طبيعي لأن لكل أمله، فهذا يريد التكنوقراط وذاك يريد السياسيين وآخر يريد النساء، والذي حصل أن الكل وجد نصيبه لكن الكل يريد أكثر». وحول ذات المفاوضات دائما أكد ابن كيران أن الملك لم يلزمه بأي اقتراح وأن كل المقترحات التي قدمت من اقتراحه وكذلك الأسماء المستوزرة في النسخة الأولى من الحكومة، وزاد توضيحا عن تواصله مع الملك في الموضوع بالقول «الحمد لله إلى اليوم جلالة الملك لم يفرض علي أي إسم، ولا ترشيح خارج الورقة وكل الأسماء 39 كتبت فوق الأوراق، ورئيس الدولة هو جلالة الملك وهو المرجع الأول في تسيير البلاد والمغاربة يريدون حكومة متفاهمة مع الملك وتتعاون معه». في ذات البرنامج كشف ابن كيران أن رئاسة مجلس النواب آلت للتجمع الوطني للأحرار وكانت ضمن المشاورات معه وأن الأحرار طلب ذلك بعد أن أضيفت امرأة للحركة الشعبية، وذكر أن التوازن بين الأحزاب كان حاضرا، كما ذكر بأن عددا من تقديراته تغيرت بين لحظة الفوز بالانتخابات والآن. «التقنوقراط» وحصة النساء ورد ابن كيران على منتقدي الهيكلة الحكومية وحصة التقنوقراط والنساء فيها قائلا إن توسيع عدد مقاعد النساء كان وعدا وفيته بعد الانتقادات التي وجهت لي عقب تنصيب الحكومة الأولى، وقال إن تقسيم بعض الوزارات إلى أكثر من ملف راجع للرغبة في دفع كل ملفات الوزارات المعنية بسرعة واحدة لكون وجود ملفات عدة يجعل الوزير يركز على واحد أساسي وتبقى الأخرى دون نفس سرعة الملف الأساسي، وهي فكرة ممتازة جدا، أما عن التقنوقراط فقال ابن كيران «أن يحكم السياسيون جيد، لكن إذا كان هناك شخصية بكفاءة عالية وخبرة وتجربة فإن الوطن أولى به، وقدم كمثال في هذا الصدد مولاي حفيظ العلمي الذي عين وزيرا للصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، الذي قال إنه من الأسماء الأولى التي اقترحها عليه مزوار «وقد فرحت بذلك وهو من أحسن اختياراتنا في هذه الحكومة»، ضمن سياق حديثه عن التقنوقراط، أشاد رئيس الحكومة بمحمد الوفا، وزير التربية الوطنية السابق والوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة حاليا، حيث قال إنه «كان من الوزراء المرشحين للاستمرار في منصب التربية الوطنية، لأن ما قام به جيد جداً. وأردف ابن كيران أن الوفا «رجل ذو كفاءات رهيبة في القانون والاقتصاد ووطني محترم»، مؤكدا «أن اقتراحه في الحكامة ليس لأن لديه مشكلا مع الوزير نجيب بوليف، لكن لأنه كان هناك إشكال في النقل، لذلك اخترناه لهذا الموقع». الداخلية بلا انتماء حزبي من بين المؤخذات على النسخة الثانية من حكومة ابن كيران كونها تراجعت عن المنطق الذي حكم التشكيل الأول للحكومة من ضرورة إيلاء أكبر قدر ممكن من الوزارات لأشخاص ذوي يافطات حزبية، على هذا المستوى وفيما يخص وزارة الداخلية التي كانت بحوزة امحند العنصر عن الحركة الشعبية سابقا، عادت اليوم لحضن التكنوقراط بتولي محمد سعد حصاد لقيادتها. في هذا الصدد قال ابن كيران «إن وزارة الداخلية من الإشكالات الكبيرة التي طُرحت خلال مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، منها أن البعض أصبح يقول بضرورة الحياد فيها، ومنها أن وزير الداخلية يتحمل أحيانا قرارات صعبة بالنسبة للمواطنين مثل تفريق المظاهرات والحفاظ على الأمن، «الله يكون فعونو»، لكن أن يكون هذا من اختصاص رجل سياسي يذهب لمواجهة المواطنين، جربناها لكنه أمر مكلّف، والمغرب في السنتين الماضيتين إذا جاز له أن يفتخر بشيء فعليه أن يفتخر بالاستقرار الذي عرفه وبتجاوزه مرحلة مؤلمة من الربيع العربي، لكننا عرفنا نزاعات وتفريق مظاهرات، وفي النهاية خرجت القضية بسلام، لكن سمعة وزير الداخلية تصبح على المحك، وأن يأتي أحد أبناء الدار أين هو المشكل؟». وبعد انتقاله للحديث عن وزير الداخلية السابق، قال «حتى بالنسبة للسي العنصر لم يكن سهلا أن يخرج من وزارة الداخلية ويذهب إلى وزارة أخرى، ولكن لقينا فيه «ولد الناس» الذي قدر أن مصلحة البلاد سابقة على كل شيء وقبل بذلك». لا تراجع عن المقاصة عن إصلاح صندوق المقاصة الذي طال انتظاره؛ قال رئيس الحكومة إن إصلاح المقاصة كانت له عدة أهداف منها التحكم في الميزانية، «لما أتيت إلى البرلمان وتحدثت عن إصلاح المقاصة، كنت أتصور أن الجميع سيساندني في ذلك وسنكون يدا واحدة». وتابع «وقلنا حينها إن جزء مما سنوفره من صندوق المقاصة، سنوجهه للفقراء والمساكين حتى لا يتضرروا من الزيادة في أسعار الوقود، وكنا ننتظر أن يوافق الجميع على مثل هذا القرار خاصة أن مجلس المنافسة والمؤسسات الدولية أشادت به، لكن مع الأسف الشديد، وُجد من قال حتى من داخل الأحزاب السياسية إننا إن سمحنا بهذا الإصلاح، فحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة سيكون المستفيد الأساسي منه، لهذا قاموا بلا استحياء يروجون أن ابن كيران يريد تفقير الفقراء، علاش آ خويا أنا غادي نفقرهم وأنا كبرت وسط منهوم وتانبغيهوم وواحد منهم؟»، وأضاف «لن نتراجع عن الإصلاح، بل ننقص من السرعة فقط، وربما كنا مثاليين أكثر من اللازم، من جهة الاقتناع أن الجميع سيتوافق معنا». لا معارضة حقيقة المعارضة نالت حظها من انتقادات ابن كيران، حيث قال «نحتاج إلى أحزاب معارضة ذات مصداقية حقيقية، وحزب العدالة والتنمية لن يبقى دائما في رئاسة الحكومة»، واستدرك ابن كيران لكن إلى اليوم ما أراه هو مجرد مناورات لا يجدي فيها أسماء الأحزاب والأشخاص «يلا ما كانش المعقول» وأكد أن أكبر انتصار اليوم وبعد سنة من المناورات أن الحكومة لم تسقط، وشدد على أن الانتخابات السابقة لآوانها ليست مكلفة ولكنها كانت ستفتح الباب على المجهول. مغادرة العثماني عن مغادرة سعد الدين العثماني، لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، قال ابن كيران «إنه أمر مؤلم بالنسبة للعدالة والتنمية أن يغادر العثماني الوزارة وهو من رموز الحزب ورئيس مجلسه الوطني، والأمين العام السابق له ويحظى بالتقدير.. ولم يكن مطروحا، لكن استجدت ظروف معينة»، وعندما طرح الأمر توقفت المشاورات مدة وبعدما شرحت له لم يتردد لحظة واحدة فقبل بمغادرة الحكومة تقديرا منه لمصلحة البلاد وهذا درس للجميع بأن هناك أناس يقدرون ويقدمون مصلحة الوطن فوق مصلحة الذات إذا كان هناك مصلحة شخصية أصلا. «شباط» أفسد قرار الأغلبية ابن كيران حمل حميد شباط مسؤولية الأزمة التي عرفتها الأغلبية، وقال إن تصرفات شباط أربكت الأغلبية وأفسدت قراراها وحمدا لله على خروجه. وأضاف «والله إلى دار خير، والحمد لله لي مشا والآن بعون الله سيتعزز انسجام الأغلبية». ابن كيران قال كذلك إنه لم تقع أي أزمة في الحكومة إلى آخر يوم من مغادرة وزراء الاستقلال، والأزمة كانت في الأغلبية فقط وسببها شباط وقد وعينا مبكرا أنه لا يمكن الاشتغال معه وقلت له قل ما شئت في شخصي ولكن ابتعد عن الوزراء لكنه لم يعمل بذلك، و هذه الأزمة أثرت علينا كأغلبية لكن الحكومة لم تفشل واستمرت في العمل، وخاطب ابن كيران شباط بالقول «لا يمكن أن تخرج من الحكومة فالصباح، ومع العشرة ديال الليل تولي معارضة قادرة على الإطاحة بالحكومة في ساعة كما تدعي، هذا ماشي معقول، فقط لا تكذب على المواطنين».