أعلن الأسطول السادس للقوات الأمريكية أول أمس الأربعاء، أن حاملة الطائرات الهجومية "Harry S. Truman" نظمت إلى جانب فرقاطة البحرية الملكية المغربية التي تحمل إسم "علال بن عبد الله"، عبورا لمضيق جبل طارق لدخول البحر الأبيض المتوسط في مرافقة ثنائية عسكرية، في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الإسبانية جدلا بشأن الحدود البحرية. وقال الموقع الرسمي للقوات البحرية الأمريكية، أن حاملة الطائرات الأمريكية عبرت مضيق جبل طارق قادمة من فيرجينيا وفلوريدا نحو البحر الأبيض المتوسط في إطار الانتشار المُبرمج لمنطقة الأسطول السادس التابع للولايات المتحدة لتثبيت الاستقرار في المنطقة. ونقل ذات الموقع عن الأدميرال كيرت رينشو قائد هذه الحاملة الحربية قوله"لقد كانت تجربة رائعة لفريقنا أن يبحر إلى جانب البحرية الملكية المغربية، لقد أثبتت مجموعة حاملة الطائرات الهجومية مرة أخرى اليوم مدى تنوعها في تعزيز قابلية التشغيل البيني مع الشركاء المتشابهين في التفكير في كل من التدريب والعمليات الواقعية". وأضاف ذات المتحدث قائلا "مع شركائنا المغاربة، نتشارك بالتأكيد هدف تعزيز ظروف الأمن والاستقرار البحري في المنطقة، وردع أو مواجهة أولئك الذين يهددون الأمن في أي مكان في العالم ". وأشار موقع البحرية الأمريكية أن المرافقة بين حاملة الطائرات الأمريكية والبحرية المغربية عبر مضيق جبل طارق تُظهر الشراكة البحرية القوية مع المغرب والالتزام بالقانون الدولي. وتأتي هذه المرافقة العسكرية بين القوات البحرية الأمريكية والبحرية المغربية، لتُكرس الشراكة بين المغرب وأمريكا في تقوية ودعم التعاون في مجال فرض الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث سبق أن نظم الطرفان العديد من التداريب والتحركات البحرية، كانت أخرها مناورات عسكرية في المحيط الأطلسي بمشاركة القوات الجوية والبحرية المغربية ونظيرتيها الأمريكيتين في مارس الماضي بمشاركة حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة "أيزنهاور". ويلاحظ متتبعون، وجود علاقة وشراكة قوية بين القوات البحرية الأمريكية ونظيرتها المغربية، على عكس الحال مع القوات البحرية الإسبانية، حيث أن أغلب التحركات البحرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي تكون إلى جانب القوات البحرية المغربية بدون أي مشاركة للقوات البحرية الإسبانية. كما أن هذا التحرك العسكري بمضيق جبل طارق، يأتي على بعد فترة قصيرة من إرسال إسبانيا سفينة حربية إلى الجزر الجعفرية في خضم الجدل الذي نشب مؤخرا بين الرباط ومدريد حول قيام شركة مغربية بإنشاء مزرعة أسماك داخل ما تُسميه إسبانيا الحدود البحرية الجعفرية المحتلة من طرفها. ويُعتبر هذا العبور العسكري لمضيق جبل طارق قبالة السواحل الإسبانية بمثابة رسالة موجهة إلى إسبانيا، والتأكيد على التحالف المغربي الأمريكي، وهو ما سبق أن شكت منه مختلف الأطياف السياسية في إسبانيا التي ترى في التقارب الأمريكي المغربي خطرا عليها.