ينافس عبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق، بقوة من أجل العودة إلى موقع الرئاسة مرة أخرى خلال انتخابات يوم 8 شتنبر 2021، حيث يعمل على صياغة تحالفاته الممكنة من الآن لمواجهة حزب التجمع الوطني للأحرار ومرشحه عبد القادر الحضوري، الذي يحظى بدعم من "البامي" السابق هشام الصغير، بعد انتقاله لحزب الحمامة، غير أن ما يمنح الأفضلية لبعيوي هو الانقلاب الحاصل في موقف خصوم الأمس. وللمرة الثانية سيجد بعيوي نفسه في منافسة مع مرشح من التجمع الوطني للأحرار، بعد أن استطاع في 2015 الظفر برئاسة جهة الشرق على حساب عبد القادر سلامة، وكان من المتوقع أن يواجه الصغير، زميله السابق في حزب "التراكتور"، إلا أن هذا الأخير لم يحصل على تزكية التجمعيين الذين انتمى لهم لخوض الانتخابات الجهوية، غير أنه أعلن دعمه لترشح الحضوري الذي يملك رفقة حزبه حظوظا وافرة لتحقيق عدد أكبر من المقاعد التي حُصدت قبل 6 سنوات، حين اكتفى ب4 فقط. لكن المثير هذه المرة هو التغير الحاصل في مواقع العديد من الأحزاب، والذي من شأنه أن يشكل عامل قوة لبعيوي الذي لا يزال قادرا، حسب مراقبين للشأن السياسي بأقاليم جهة الشرق السبعة، على الحصول رفقة حزبه على الرتبة الأولى، لكنه سيحتاج للتحالف مع أحزاب أخرى قوية أبرزها حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، الأول كان قد صوت ضده في 2015 والثاني انقسم أعضاؤه خلال التصويت. وخلال الانتخابات الحالية يبدو حزب "المصباح" أقرب ل"البام" منه إلى التجمعيين الذين صوت على مرشحهم خلال انتخابات الرئاسة السابقة، ولا يُخفي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، عمله على إيجاد صيغة للتحالف مع حزب العدالة والتنمية، هذا الأخير الذي أصبح التجمع الوطني للأحرار خصمه الأبرز في انتخابات البرلمان وفي الاستحقاقات الجماعية بالمدن الكبرى، وأيضا في انتخابات مجالس الجهات. أما حزب الاستقلال فيربطه مع الأصالة والمعاصرة تحالف مسبق برز خلال تشكيل مكاتب مجالس الغرف المهنية، ويُنتظر أن يمتد للانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية، وهو ما يمنح بعيوي حظوظا أكبر في مواجهة منافسه، خاصة إذا ما استطاع ضمان أصوات أحزاب من أغلبيته السابقة، التي ضمت الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية.