كشف الحزب الشعبي، الذي يقود المعارضة في البرلمان الإسباني، عن موقفه بخصوص خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، يوم الجمعة الماضي، والذي أعلن فيه عن استعداد المملكة لطي صفحة الخلاف الدبلوماسي المستمر مع إسبانيا منذ شهر أبريل الماضي، حيث أورد خافيير ماروتو، رئيس فريقه في مجلس الشيوخ، أن الحفاظ العلاقات الإيجابية مع الرباط يصب في مصلحة مدريد، معتبرا أن سانشيز وحكومته وقعوا في عدة أخطاء. وخلال حديثه لإذاعة "أوندا ثيرو" اليوم الاثنين، قال القيادي في الحزب الشعبي إن هذا الأخير أبلغ حكومة بيدرو سانشيز بموقفه من خطاب العاهل المغربي الأخير، مفضلا ألا يكشف عن ما دار بينه وبين الحكومة بهذا الخصوص، لكون حزبه يفضل حاليا "خفض نبرته" تجاهها فيما يخص الأزمة مع الرباط، لكنه أبدى أمله في أن تكون قد "تعلمت" أن الطريقة التي تُدبر بها العلاقة "المعقدة" بين البلدين، و"العمل الذي يتم في الخفاء" للحفاظ عليها، أمران مهمان جدا. وأورد ماروتو أن دخول زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي إلى إسبانيا، كان خطأ، في انسجام مع موقف زعيم، بابلو كاسادو، الحزب الذي عبر عنه إبان الأسابيع الأولى من الأزمة، غير أن عضو البرلمان أضاف أن "الشكل" الذي تم به هذا الأمر "أزعج" الحكومة المغربية أكثر من طبيعة الموضوع نفسه، في إشارة إلى إدخال غالي بشكل سري ودون إخبار الرباط، لتمكينه من تفادي أي متابعة قضائية. ويرى ماروتو أن سانشيز ارتكب خطأ آخر قبل ذلك، عندما كسر عرف تنظيم أول زيارة رسمية لرئيس الحكومة الإسباني إلى الرباط، مبرزا أن كل سابقيه حافظوا على هذه العادة بمجرد وصوله إلى قصر "لامونكلوا"، مشيرا إلى "أن هناك "سببا وراء ذلك"، في تلميح لضرورة الحفاظ على العلاقة الخاصة التي تجمع البلدين الجارين. وشدد زعيم المعارضة في مجلس الشيوخ على أن الحفاظ على العلاقة الجيدة مع المغرب تخدم العديد من المصالح الإسبانية، على غرار محاربة الإرهاب والتحكم في تدفق الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى اتفاقية الصيد البحري، معلقا "كل هذه الأمور تتعلق بذلك البلد والذي قليلا ما نتحدث عنه". وكان الملك محمد السادس قد قال في خطابه الأخير إن المغرب "لا يقبل المس بمصالحه العليا، لكنه يحرص على إقامة علاقات فعالة ومتوازنة خاصة مع دول الجوار، وهو نفس المنطق الذي يحكم توجهنا اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا"، وأضاف "صحيح أن هذه العلاقات مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة وطرحت تساؤلات كثيرة حول مسارها، غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية". وتابع العاهل المغربي، بلهجة تشير إلى اعتزامه طي صفحة الأزمة، "إننا نتطلع بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقة بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات".