تستعد السفيرة المغربية لدى مدريد، كريمة بنيعيش، للعودة إلى العاصمة الإسبانية لاستئناف مهامها الديبلوماسية، بعدما أنهى الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في 20 غشت الجاري، الأزمة الديبلوماسية التي كانت قائمة بين الرباطومدريد منذ أبريل الماضي بسبب أزمة زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي. وكانت السفيرة المغربية قد عادت إلى البلاد في ماي الماضي باستدعاء من وزارة الخارجية المغربية من أجل التشاور، كخطوة تصعيدية تجاه إسبانيا، بعد افتضاح قضية استقبالها لزعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي على ترابها بتنسيق مع الجزائر من أجل علاجه من إصابته بفيروس كورونا المستجد. وأعلنت السفيرة المغربية أنذاك أنها لن تعود إلى مدريد في ظل استمرار تواجد زعيم البوليساريو على ترابها، كما أنه بالرغم من رحيل إبراهيم غالي من إسبانيا، أكدت بنيعيش أن هذا الرحيل لن يحل الأزمة، وطالبت إسبانيا بتحديد مواقفها بشكل واضح من القضايا والمصالح المغربية الوطنية الهامة، مثل قضية الصحراء. واستمرت الأزمة إلى غاية قيام رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بتعديل حكومي أطاح بوزير خارجيته، أرانشا غونزاليز لايا، التي قالت تقارير إعلامية إسبانية أنها كانت العضو الحكومي الذي أعطى الضوء الأخضر لدخول إبراهيم غالي إلى التراب الإسباني، وقد تم تعيين خوسي مانويل ألباريس السفير الإسباني السابق في باريس لشغل منصبها. ومنذ تولي ألباريس منصبه كوزير جديد للخارجية الإسبانية في يوليوز الماضي، أطلق تصريحات ودية تجاه المغرب، واعتبر الأخير بلدا صديقا وجارا عظيما، وأعلن أنه هناك مساعي سرية تجري لإنهاء الخلاف مع الرباط، وهو ما أكده رئيس الحكومة الإسبانية بدوره في أخر تصريحاته قبل الخطاب الملكي. وقال الملك محمد السادس في خطاب ثورة الملك والشعب يوم الجمعة الأخير، "إننا نتطلع بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقة بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات". واعتبرت إسبانيا أن هذا الخطاب هو إعلان رسمي بنهاية الأزمة مع الرباط، وبداية الانفراج في العلاقات الديبلوماسية، وبالتالي يُتوقع أن تعود السفيرة المغربية بمدريد، كريمة بنيعيش إلى العاصمة الإسبانية من أجل بدء مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين.