يبدو أن الحكومة الاسبانية تسعى لاحتواء أزمة مدريد والرباط قبل استنفاذ كل محاولات التصعيد الشفهي، بعد التطورات الأخيرة في العلاقات المغربية الاسبانية والتي أدت إلى سحب سفيرة المغرب بمدريد للتشاور. فقد لجأ رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز إلى الملك فيليبي السادس، لتخفيض التوتر مع المغرب بحكم علاقاته الشخصية مع الملك محمد السادس، وذلك وفق صحيفة "إلموندو" الإسبانية التي أكدت أن الملك الإسباني أجرى مكالمة هاتفية، مع رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز.
المكالمة التي دارت بين الملك ورئيس الحكومة الاسبانية ، تناولت وفق المصدر ذاته، خطط العمل المقترحة" لفك الخلاف مع المغرب.
ويخشى بيدرو سانشيز استنفاذ محاولات إخراج المغرب من الوضع الصامت الذي اختاره تجاه هذه الأزمة، ولذلك وأمام الضغط الذي تمارسه الصحافة في الداخل والمعارضة السياسية، يراهن رئيس الحكومة على مكانة الملك فيليبي وقدراته الدبلوماسية.
وتعرف العلاقات المغربية الاسبانية أزمة غير مسبوقة، خاصة بعد استدعاء المغرب للسفيرة كريمة بنيعيش لسفيرته بمدريد من أجل التشاور، مباشرة بعد استدعائها من خارجية اسبانيا لاستفسارها حول نزوح الآلاف من المهاجرين نحو سبتةالمحتلة.
واشتعل فتيل الخلاف بعد استقبال اسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو، على ترابها، مما أدى إلى احتجاج المغرب وتعبيره عن إحباطه من "هذا الموقف الذي يتنافى مع روح الشراكة وحسن الجوار، والذي يهم قضية أساسية للشعب المغربي ولقواه الحية".
وأوردت وزارة الشؤون الخارجية المغربية، أن هذا الموقف من مملكة إسبانيا يثير قدراً كبيراً من الاستغراب وتساؤلات مشروعة.
وكانت الخارجية الإسبانية، قالت في وقت سابق، إنها استقبلت زعيم ميليشيات البوليساريو ل"أسباب إنسانية"، واصفة العلاقات مع المغرب ب"الممتازة".
إلى ذلك، رفض قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية سانتياغو بيدراز اتخاذ إجراءات احترازية مثل حظر مغادرة البلاد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي ، الذي أدى دخوله إلى إسبانيا لتلقي الرعاية الصحية إلى اندلاع أزمة مع المغرب.