في خضم الأزمة المتصاعدة بين المغرب وإسبانيا، وصل رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ووزير داخليته فرناندو غراندي مارلاسكا، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، إلى مدينة سبتةالمحتلة. وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن سانشيز الذي وصل على متن طائرة مروحية إلى الثغر المحتل؛ قد تعرض لاحتجاجات من طرف سكان المدينة الغاضبين من طريقة تدبيره لملف الهجرة، بعد دخول الآلاف من المغاربة إلى سبتةالمحتلة ليلة أمس. وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض موكب رئيس الحكومة الإسبانية للاستهداف بالاحتجاجات وتوجيه شتائم له، فيما حاول بعض المحتجين اعتراض موكب سيارات سانشيز وفريقه. من جهة أخرى، وفي ظل حالة التوتر التي تعرفها المنطقة، قام والي جهة الشمال، محمد امهيدية بزيارة لمعبر سبتة، بعد ظهر اليوم. ولازال المغرب متمسكا بالصمت بشأن الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة سبتة ليلة أمس، حيث لم يصدر أي بيان رسمي من طرف الحكومة أو وزارة الخارجية، فيما ذكرت وسائل إعلام إسبانية أن المملكة استدعت سفيرتها في مدريد، كريمة بنيعيش، للتشاور. ووفقا لما نشرته "إلباييس"، فقد جاء استدعاء بنيعيش، بعد وقت قصير من لقائها مع وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس، والتي أبلغتها احتجاج مدريد على ما يحدث من تدفق للمهاجرين على مدينة سبتةالمحتلة. الصحيفة أكدت أن استدعاء السفيرة يمكن أن يتم تمديده إلى أجل غير مسمى، حسب قولها. جدير بالذكر، أن الحكومة المغربية لم تصدر أي تصريح أو بيان بشأن التطورات الأخيرة بين البلدين، عقب دخول الآلاف من المهاجرين إلى مدينة سبتة. وتأتي الخطوة المغربية في إطار مسلسل التصعيد بين الرباطومدريد، انطلق منذ استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي. وفي وقت سابق، وفي تصريحات أدلت بها قبل تلبية استدعائها من لدن وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا، قالت سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، في تصريح لوكالة "أوروبا بريس": "في العلاقات بين الدول، هناك أفعال لها نتائج ويجب تحملها"، في إشارة إلى إصرار إسبانيا على استقبال زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي. وأوضحت بنيعيش، أن هناك "سلوكيات لا يمكن قبولها"، مضيفة أن العلاقات بين الدول الجارة والصديقة يجب أن تقوم على أساس "الثقة المتبادلة، والتي يجب العمل عليها وعلى تغذيتها". وعلقت السفيرة على استدعائها من طرف الخارجية الإسبانية، وقالت إنه من غير المعتاد أن يتم استدعاؤها بنفس السرعة التي تم بها الاستدعاء اليوم، مشيرة إلى احتمال استدعائها من طرف الحكومة المغربية للتشاور على خلفية التطورات الأخيرة. يشار إلى أن نزوح الآلاف من المغاربة نحو سبتةالمحتلة، منذ أمس الاثنين، ساهم في تفاقم الأزمة بين المغرب وإسبانيا، فقد انتقل تدبير الأزمة إلى يد الحكومة الإسبانية المركزية، وسط تصعيد إسباني، عبر عنه رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، اليوم الثلاثاء، بالإعلان عن نيته زيارة المدينتين المحتلتين، في الساعات المقبلة. ووصف سانشيز، في بيان رسمي حول تدفق المغاربة بالآلاف على المدينةالمحتلة، ما وقع بأنه "أزمة خطيرة بالنسبة إلى إسبانيا وأوربا"، ملوحا بتدخل قوي لحكومته من أجل "إعادة النظام إلى سبتة بأقصى سرعة"، مضيفا أن حكومته ستكون "حازمة في كل الظروف، وأن الأمن في سبتة مضمون في كل الأحوال، وبكل الوسائل المتاحة". وأعلن رئيس الحكومة الإسبانية عن نيته السفر إلى سبتة، ومليلية المحتلتين "للتعبير عن التضامن مع مواطنيها"، معتبرا أن المغرب بلد صديق، ويتمنى أن يظل كذلك عبر توثيق الروابط بين البلدين، مضيفا أن العلاقات الجيدة "يجب أن يسود فيها الاحترام"، مؤكا أن حكومته أخبرت الملك فيليبي بخطوات تعتزم اتخاذها، لم يتم كشفها.