تسبب نزوح الآلاف من المغاربة نحو سبتةالمحتلة، منذ أمس الاثنين، في تفاقم الأزمة بين المغرب وإسبانيا، فقد انتقل تدبير الأزمة إلى يد الحكومة الإسبانية المركزية، وسط تصعيد إسباني، عبر عنه رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، اليوم الثلاثاء، بالإعلان عن نيته زيارة المدينتين المحتلتين، في الساعات المقبلة. ووصف سانشيز، في بيان رسمي حول تدفق المغاربة بالآلاف على المدينةالمحتلة، ما وقع بأنه "أزمة خطيرة بالنسبة إلى إسبانيا وأوربا"، ملوحا بتدخل قوي لحكومته من أجل "إعادة النظام إلى سبتة بأقصى سرعة"، مضيفا أن حكومته ستكون "حازمة في كل الظروف، وأن الأمن في سبتة مضمون في كل الأحوال، وبكل الوسائل المتاحة". وأعلن رئيس الحكومة الإسبانية عن نيته السفر إلى سبتة، ومليلية المحتلتين "للتعبير عن التضامن مع مواطنيها"، معتبرا أن المغرب بلد صديق، ويتمنى أن يظل كذلك عبر توثيق الروابط بين البلدين، مضيفا أن العلاقات الجيدة "يجب أن يسود فيها الاحترام"، مؤكا أن حكومته أخبرت الملك فيليبي بخطوات تعتزم اتخاذها، لم يتم كشفها. واستبقت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، تصريحات سانشيز، باستدعاء السفيرة المغربية في مدريد، لطلب توضيحات مغربية حول ما شهدته سبتةالمحتلة، كما أعلن وزير الداخلية الإسباني نيته زيارة سبتة للوقوف على تطورات الوضع، وتأكيده عزم الحكومة على تعزيز الوجود الأمني في المدينةالمحتلة للسيطرة على الأوضاع. يذكر أن إسبانيا لم تعد المتدخل الوحيد في هذه الأزمة، إذ دخلت المفوضية الأوربية على الخط، بتأكيد المفوضة الأوربية للشؤون الداخلية، إيلفا جوهانسون، اليوم، أن تدفق نحو ستة آلاف مهاجر إلى جيب سبتة أمر "مقلق"، داعية المغرب إلى مواصلة منع العبور "غير القانوني" للمهاجرين من أراضيه. وقالت المفوضة، جوهانسون، أمام البرلمان الأوربي: "الأهم، الآن، هو أن يواصل المغرب التزام منع العبور غير القانوني، وأن تتم إعادة الأشخاص، الذين لا يحق لهم البقاء، بشكل منظم، وفعال. الحدود الإسبانية هي حدود أوربا". وكانت الأزمة بين إسبانيا والمغرب قد اندلعت، الشهر الماضي، بقبول إسبانيا استقبال زعيم جبهة "البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي للاستشفاء، وهو ما ردت عليه الخارجية المغربية باستدعاء سفير إسبانيا في الرباط. وأكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقمين بالخارج أن قرار السلطات الإسبانية بعدم إبلاغ الرباط بقدوم زعيم "البوليساريو"، فعل يقوم على سبق الإصرار، وهو قرار سيادي لإسبانيا. والتطورات الأخيرة للأحداث في سبتةالمحتلة لم يصدر على إثرها أي تعليق رسمي مغربي، وسط تأكيد حقوقي بتخفيف المغرب لإجراءاته الأمنية في محيط سبتةالمحتلة، أمس.