لم يكتف رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الخميس، بإعلان التوصل لاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة لتوقيع اتفاق شامل لتطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية، بل وعد بلحاق عواصم عربية أخرى بأبو ظبي، الأمر الذي دفع الكثيرين للتساؤل ما إذا كان المغرب يدخل في خانة تلك الدول باعتبار أنه الهدف الأول لبنيامين نتنياهو، غير أن المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" تؤكد أن الأمر يتعلق ببلدين آخرين من منطقة الشرق الأوسط. وعلم الموقع من مصادره الخاصة أن المغرب ليس المقصود بحديث نتنياهو على الرغم من أن هذا الأخير يرغب بشدة في التوصل إلى اتفاق تطبيع مع الرباط، لكن الدولتين اللتان يرجح أن تعلنا عن خطوة مشابهة لما أعلن عنه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، هما مملكة البحرين جارتها في الخليج، والسودان الذي يحظى مجلسها العسكري بدعم إماراتي كبير. وكانت وزارة الخارجية البحرينية قد هنأت رسميا دولة الإمارات بالخطوة المعلن عنها أمس، مشيدة ب"التوصل إلى اتفاق يوقف ضم الأراضي الفلسطينية واتخاذ خطوات توصل إلى السلام في الشرق الأوسط"، وذلك تزامنا مع إعلان التلفزيون الرسمي الإسرائيلي أن المنامة ستكون ثاني عاصمة عربية توقع "اتفاق السلام" مع إسرائيل بعد أبو ظبي. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن قناة "كان" العبرية الرسمية تصريح مسؤول إسرائيلي لم تكشف عن اسمه بأن دولة البحرين ستوقع بدورها اتفاق السلام "في المستقبل القريب"، وهو الأمر الذي تزامن مع إعلان جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره، أن "دولة عربية أخرى ستعلن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل". ويبدو لحاق البحرينبالإمارات أمرا متوقعا، فالمنامة وعلى غرار ما قامت به أبو ظبي، ظلت تمهد لهذه الخطوة خلال السنوات الأخيرة عن طريق استقبال مسؤولين إسرائيليين بشكل رسمي بمن فيهم وفود وزارة الخارجية، بالإضافة إلى كونها إحدى الدول التي باركت بشدة خطة السلام الأمريكية المعروفة بصفقة القرن، بل إنها احتضنت "الورشة" التي ناقشت الجوانب الاقتصادية للصفقة. أما السودان فقد بدأت بشكل علني هذه السنة خطوات التطبيع مع إسرائيل، ففي فبراير الماضي كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه التقى في أوغندا رئيس مجلس السيادة السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، وهو اللقاء الذي امتد لساعتين، وكشفت وكالة "أسوشييتد بريس" الأمريكية أن الجهة التي رتبت له ورعته كانت هي الإمارات. وطلب نتنياهو من البرهان البدء في مخطط لتطبيع العلاقات يشمل في المرحلة الأولى فتح الأجواء السودانية أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية القادمة من دول أمريكا اللاتينية، مقابل توسطه لدى ترامب لإقناعه بحذف واشنطن للسودان من قائمة الإرهاب وتخفيف العقوبات المفروضة عليها، وهو الأمر الذي لم ينفه الجنرال السوداني، بل علق عليه لاحقا بأن الخرطوم "لا عداء لها مع أي جهة". وكانت إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية قد حاولتا مرارا دفع المغرب إلى القبول ب"صفقة" للتطبيع مع إسرائيل، حيث سبق أن كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن نتنياهو حاول إقناع المسؤولين المغاربة بتطبيع العلاقات وفتح سفارة في تل أبيب مقابل دفع ترامب للاعتراف بمغربية الصحراء وفتح قنصلية إسرائيلية هناك، وبعدها حاول وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إحضار رئيس الوزراء الإسرائيلي معه إلى الرباط وهو ما رفضه الملك محمد السادس، حسب ما أكدته القناة ال12 الإسرائيلية.