لقي قرار الإمارات تطبيع العلاقات مع إسرائيل ردود فعل مرحبة أو غاضبة أو حذرة من دول عربية تسعى واشنطن إلى إقناعها بالسير على خطى أبو ظبي. ويزور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الشرق الأوسط بما في ذلك السودان والبحرينوالإمارات. وأعرب بومبيو الإثنين من إسرائيل عن تفاؤله بتوجه دول عربية أخرى إلى توقيع اتفاقات مع إسرائيل. يرجح محللون أن تخطو الخرطوموالمنامة خطوات مماثلة بعد الإمارات التي أصبحت ثالث دولة عربية تقيم علاقات رسميا مع الدولة العبرية. وأكدت السعودية اللاعب الإقليمي الأكبر أن المملكة لن تحذو حذو الامارات في تطبيع العلاقات مع اسرائيل في ظل عدم التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وكررت تمسكها بخطة السلام العربية التي تشترط على إسرائيل الانسحاب من الدول العربية المحتلة منذ 1967. كانت البحرين أول دولة خليجية رحبت باتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل. وتعود الاتصالات بين الدولة الخليجية الصغيرة والدولة العبرية إلى التسعينات. وتتشارك البحرين وإسرائيل نفس العداء تجاه إيران التي تتهمها المنامة بدعم المعارضين الشيعة وبالسعي الى التسبب باضطرابات أمنية على أراضيها، وهو ما نفته طهران مرارا. وشهدت البحرين اضطرابات متقطعة منذ قمع حركة احتجاج في فبراير 2011 في خضم أحداث "الربيع العربي" قادها الشيعة للمطالبة باقامة ملكية دستورية في المملكة التي تحكمها أسرة سنية. ولكن المملكة الصغيرة في الخليج مقربة جدا من الرياض وسيكون من الصعب تطوير علاقاتها مع الدولة العبرية دون موافقة السعودية. ويقول الباحث اندرياس كريغ المتخص ص في شؤون الشرق الأوسط في كينغز كولدج البريطانية لوكالة فرانس برس إنه "بينما لا يمكن للسعودية أن تطبع العلاقات مباشرة بسبب جمود عملية السلام، فإن البحرين قد تصبح مركزا للتواصل السعودي- الإسرائيلي". تسببت الخرطوم ببعض الالتباس فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل عندما امتنع المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السودانية السفير حيدر بدوي الصادق عن نفي وجود اتصالات بين بلاده واسرائيل. وعد 24 ساعة من تصريحه، في 19 من غشت، أعفى وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين المتحدث من مهام منصبه. ويعاني السودان من أزمة اقتصادية خانقة، ويأمل في إزالته من قائمة الولاياتالمتحدة للدول الراعية للإرهاب. وقد يساعد اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في ذلك. وقالت تشينزيا بيانكو الباحثة المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط في معهد "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" "إنهم حريصون للغاية أن يتم رفع العقوبات الأميركية وللإمارات نفوذ كبير عليهم". كانت السلطنة ثاني دولة خليجية رحبت بإعلان الإمارات تطبيع العلاقات مع إسرائيل في 13 غشت. وبعدها بأربعة أيام أكدت مسقط التزامها "بحق" الشعب الفلسطيني في"إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". وعلى الرغم من عدم إقامة السلطنة علاقات رسمية مع إسرائيل، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أكتوبر 2018 محادثات مفاجئة مع السلطان الراحل قابوس في مسقط. وجاءت الزيارة بعد 24 عاما من زيارة لها قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه اسحق رابين. ووقعت السلطنة مع إسرائيل في كانون الثاني/يناير 1996 اتفاقا لفتح مكاتب تمثيل تجاري متبادلة وقررت السلطنة إغلاق المكتب في عام 2000 مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ترى بيانكو أن السلطان العماني هيثم "يتصرف بحذر بالفعل بسبب مخاوف محتملة تتعلق بالاقتصاد ولن يخاطر بخطوة مماثلة مثيرة للجدل في هذا الوقت".