عادت ظاهرة الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا لتُعلن عن مآسي جديدة، بعد تراجع هذه الظاهرة لشهور طويلة بسبب تفشي وباء كورونا المستجد، حيث لقي على الأقل 50 مهاجرا ينحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا مصرعهم في خلال محاولة للإبحار سرا من السواحل المغربية الجنوبية إلى جزر الكناري الإسبانية. ووفق صحيفة "إلباييس" الإسبانية، فإن البحرية الموريتانية أنقذت بالصدفة مهاجرا كان ملقى في البحر من جنسية غينية قبالة ساحل نواذيبو، وخلال البحث معه، كشف أنه أبحر مع 40 مهاجرا أخر من السواحل المغربية منذ أيام في طريقهم إلى جزر الكناري إلى أن القارب انقلب بهم وسط البحر. وحسب ذات المصدر نقلا عن المهاجري الغيني، فإن جميع ركاب القارب لقوا مصرعهم في البحر، ولم ينجو إلا هو من هذه المأساة، مشيرا في إفادته أنهم أبحروا منذا أيام من السواحل الجنوبية المغربية المقابلة لجزر الكناري، إلا أن الرحلة انتهت بمأساة. وحسب إلباييس، فإن قارب أخر كان قد أبحر في الأيام القليلة الماضية من جنوب المغرب نحو جزر الكناري الإسبانية، بدوره غرق ولقي 10 مهاجرين كانوا على متنهم حتفهم، الأمر الذي يرفع عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الأيام الأخيرة إلى 50 بسبب الهجرة السرية من المغرب إلى إسبانيا. ويرى متتبعون لظأهرة الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا، أن الأسابيع الأخيرة، عرفت هذه الظاهرة "انتعاشة كبيرة"، حيث عادت قوارب الموت لتنطلق من جديد من السواح المغربية نحو السواحل الإسبانية، سواء في الشمال أو الجنوب. ووفق هؤلاء المتتبعين، فإن تحسن الوضع الوبائي في إسبانيا بتراجع وباء كورونا، إضافة إلى فصل الصيف الذي يشهد تراجع هيجان البحر، كلها عوامل ساهمت في عودة محاولات الهجرة السرية بقوة إلى الواجهة في الأسابيع الأخيرة. ورغم المآسي التي تتسبب فيها ظاهرة الهجرة السرية، إلا أن المتتبعين لهذه الظاهرة، يتوقعون أن تعرف في الأسابيع المتبقية من فصل الصيف، ارتفاعا كبيرا في محاولات الهجرة من المغرب إلى إسبانيا، الأمر الذي يرفع من مخاطر ارتفاع عدد الضحايا.