شهد المعبر البحري بين سواحل جنوب المغرب وجزر الكناري الإسبانية، أمس الثلاثاء، مأساة جديدة من مآسي ظاهرة الهجرة السرية، حيث لقي 14 مهاجرا حتفهم غرقا، بعدما حاولوا الوصول إلى جزر الكناري على متن قارب خشبي تقليدي. ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، فإن القارب أبحر يوم الجمعة الماضية وعلى متنه 28 مهاجرا، 14 منهم لقوا مصرعهم غرقا، فيما 14 أخرون جرى إنقاذهم من طرف صيادين مغاربة، قبل أن تصل إليهم البحرية المغربية وتعمل على إعادتهم إلى اليابسة. وحسب ذات المصدر، فإن المهاجرين ال28 كانوا قد أبحروا من ساحل مدينة الداخلة بهدف الوصول إلى جزر الكناري، إلا أن القارب تعرض للغرق وهو لازال في المياه المغربية، مما أدى إلى مصرع نصفه من الركاب ونجاة النصف الأخر. وأضاف ذات المصدر، إن القارب الذي تعرض للغرق، كان من ضمن 5 قوارب أخرى للهجرة السرية أبحرت من ساحل مدينة الداخلة ما بين يومي الجمعة والسبت في اتجاه جزر الكناري، بعضها وصل إلى وجهته فيما تم اعتراض الاخرين من قبل البحرية المغربية وإعادتهم إلى ميناء الداخلة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن المعبر البحري بين ساحل الداخلة وجزر الكناري، من أخطر المعابر البحرية، نظرا لصعوبة التيارات المائية التي يعرفها البحر الأطلسي، وهو الأمر الذي يهدد حياة المهاجرين السريين بالغرق بعد إبحارهم في أوقات خطيرة. هذا وتأتي هذه المأساة على بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى التراب الإسباني خلال عام 2019 قد سجل انخفاضا بنسبة 50 في المائة وذلك بفضل التعاون مع المغرب على وجه الخصوص. وقال غراندي مارلاسكا حسب وكالة أنباء المغرب العربي خلال اجتماع عقده بمدريد مؤخرا مع مارغريتس شيناس نائب رئيس المفوضية الأوربية وإيلفا جوهانسون مفوضة الشؤون الداخلية إن إسبانيا " برهنت على أن السياسة التي ترتكز على الوقاية قد نجحت وأتت أكلها " مشيرا إلى أن إسبانيا نجحت في التقليص بنسبة 50 في المائة من تدفقات المهاجرين السريين الذين وصلوا إلى أراضيها خلال عام 2019 وذلك بفضل سياسة التعاون خاصة مع المغرب في مجال مكافحة مافيا وشبكات الاتجار بالبشر.