الفيرُوساتُ الاصطِناعيّة ليسَت آمِنة.. والتّراشُقاتُ الاتّهاميّة الحالية في العالم، وخاصةً بين أمريكا والصين، مع تقاطُعاتِ بقيةِ الدولِ الكُبرى، اقتِصاديّا ونوَويّا، لا تَقتَصِرُ على فيرُوسِ كُورُونا، بل عن احتمالاتِ استخدامِه لأهدافٍ قد تكُون حربٍيّةً بيُولوجية.. فهل هذه جرثومةٌ طبيعيّة، أم أنتاجٌ صناعي، وبتعبيرٍ آخر: تخليقٌ مُختَبَرِي؟ في التحاليلِ والتعاليقِ العِلميّة والسياسية، من القارات الخمس، يترَدّدُ أن فَيرُوس "كُورُونا"، وهو يربِطُ بين الإنسانِ والمُختَبَر، يُمكنُ تَحويلُه إلى سِلاحٍ بيُولوجي "بَكتِريُولُوجِي"، ويكُونُ بالتالي - في هذه الحالة - منَ الأسلحةِ الجُرثُوميّة المحظُورةِ دَوليّا.. ويكُونُ من الأسلحةِ الموصُوفة بأسلحةِ الدّمارِ الشامِل، ومنها الأسلحةُ النّووِيّة، والإشعاعية، والكيميائية، والبيُولوجية، والغازاتُ الخانِقة أو السّامّة... وفي هذا السياق، قام فريقٌ من الباحثِين السّوِيسْريّين بإعادةِ تفكيكِ وتركيبِ فيرُوس كُورُونا، الذي يَنتشرُ في العالم، بشكلٍ أصبح معه مُمكنًا أن يُستَخدَمَ لصُنع أسلحةٍ بيُولوجيّة.. والعَمليةُ البحثيّةُ تمّت بسُرعة.. وفي ظرف أسبوع، تمكّنَ الباحثُون من إعادةِ إنشاءِ فَيرُوس "كُورُونا"، انطِلاقًا من الخمِيرة، وهي مادّةٌ بسِيطة، وقليلةُ التّكلُفة، إلى جانبِ مَوادّ بسيطةٍ أخرى موجُودة في السّوق، حسبَ ما أورَدَه مَوقعُ "وانزيرو".. وهذه السّرعةُ والقُدرةُ تعنِي أن الطريقةَ يُمكِنُ بها صُنعُ أسلحةٍ بيُولوجية.. وهذا يفتحُ المَجالَ واسعًا أمامَ حتى أفقرِ دولةٍ في العالم، على إنتاجِ الأسلحةِ البيُولوجية المُحرّمة دوليا، وهي في نفسِ مَصافّ أسلحةِ الدّمارِ الشامل.. وبهذا يتمّ استِنساخُ "كُورُونا"، وتحويلُ الفَيرُوس إلى سلاحٍ بيُولوجي.. إنّ هذا التّطوّر التّقني يعنِي أن سباقًا جديدًا رُبّما انطَلقَ على الصعيد العالمي، ليَجعلَ السّلاحَ البيولوجي في مُتناوَل أيةِ دولة.. كما يعني أنه من غير المُستَبعَد تهريبُ الفيرُوسات المُختَبرية، حتى إلى أسواقٍ سوداء، وإخضاعُها للتّعديلِ الوِراثي، ومن ثَمّةَ استعمالُها ضدّ الحياةِ البشَرية.. الكاتب أحمد إفزارن وهذا السّباقُ المُحتمَل يُشكلُ خطرا على السّلام العالمي.. وفي هذه الحالة، لا يُستَبعدُ أن تكُون الأسلحةُ البيُولوجية المُستَخلَصةُ من "كُورُونا"، وفيروساتٍ مُختبريةٍ أخرى، بديلاً للأسلحةِ النّوويةِ التي تتَطلّبُ تِقنيّاتٍ مُعقّدة، وإمكانيّات كبيرة.. وفي الحالتيْن معا، فإن الأسلحةَ البيُولوجية هي الأخرى مَحظُورةٌ دوليّا منذ 1925.. وفي هذا السياق، ظهرَ تقاطُعٌ تِجاري بين الصّين وأمريكا، يُهدّد الاقتصادَ العالمي، اعتبارا لكونِ مُشكلِ "كورونا" قد أفرزَه الصراعُ التجاري بين أمريكا والصّين، وأصبحَ يَشغلُ بالَ العالمِ قاطِبة.. وعلى الصعيد الاستراتيجي العالمي، لم تتَوقّف الاتهاماتُ بين الدولتيْن الكبيرتين.. وقال الخبيرُ الأمريكي، د. روبرتس: "يبدو أن الفيروس سلاحٌ بيولوجي اصطناعي هُرّبَ من مُختبرِ المُستوى الرابع في "وُوهَان" الصّينية.. ورغم أن تطوير الأسلحة البيولوجية محظور، لا يزال التّطويرُ يتمّ في العديدِ من البُلدان، حيث أن حُكوماتٍ مُتورّطةٌ في أنشطةٍ غيرِ قانونية".. وقال السيناتور الأمريكي توم كوتون: "إن فيرُوس كورُونا هجينٌ وراثي للحربِ البيولوجية الصّينية".. والاتهاماتُ الأمريكية ترُدّ عليها اتهاماتٌ صِينيّةٌ مُضادّة.. وعُلماءُ رُوس يقولُون إن أمريكا هي صَنّعت فيروسَ كُورُونا لتخريبِ الصّين.. ووِفقَ ما ذكَرت مجلةُ "ناشيونال إنترست"، فإن التكهّنات بشأن مَصدرِ كُورُونا أَخذت أبعادًا جيُوسياسيّة، حيث رَجّح مُعلّقون سياسيّون في روسيا بأن الفيروس يُعَدّ "سلاحًا بيولوجيّا أميركيا" يَستهدف موسكو وبكين.. وهكذا يتَواصلُ الأخذُ والردّ، بشأنِ كُورُونا.. والعالمُ يقِفُ أمامَ اتّهاماتٍ واتّهاماتٍ مُضادّة بين الصّين والولايات المتحدةالأمريكية، ومن خلفهِما حُلفاءُ كلّ طرَف.. وبهذا يَنقُل فيروسُ كُورُونا الجيوسياسيةَ الدوليةَ إلى أبعادٍ تتأرجحُ بين التّصعيدِ والتّهدئة.. والوضعُ الدولي الحالي بحاجة إلى تهدئة الأعصاب، وإعمالِ لُغةِ العقلِ والحكمة، وإلاّ كانت هذه مُؤشراتٍ لعالَمٍ مَجنُون: دُولٌ كُبرَى، كلُّها طامِحٌ إلى مَصالحَ في إفريقيا والعالمِ العربي وغيرِهما، وأينما كانت ثرَواتٌ طبيعية: النفط، الماء، المَعادن، الفوسفاط، وغيرُها... والنتيجة: العالمُ جاثمٌ على أسلحةِ دمارٍ شامل.. وإذا سارت التّطوّراتُ في هذا الاتّجاه، يكُونُ المُنتظَمُ الدولي أمام حالةِ استِعجال: هو ضرورةُ تفعيل البروتوكول الأمَمي الذي يَحظُر استحداثَ وإنتاج وتخزينَ كلّ الأسلحةِ المُحرّمة دوليّا.. والعالمُ قد أصبحَ اليوم أمام تَهدِيداتٍ من فيرُوس كُورُونا الذي يبدو أنّ جهةً ما قد هرّبتهُ من المختبَر، في مكانٍ ما، ثم اكتَسحَ القارّاتِ الخمس.. وأعدادُ الضحايا ما زالت في بدايتِها، ورُبّما سوف تكبُر، وتُشكّل خطرا وتهديدا للسلامِ العالمي.. وقد بات مُستعجلاً تحريكُ آلياتِ السلامِ الدولية، قبل أن يصلَ السّباقُ المُحتمَلُ الجديد إلى إنتاجِ المزيدِ من الأسلحةِ الجُرثومية، بمُختلفِ القارّات! والإشكاليّةُ لا تقتَصرُ على فيرُوسات، بل تُهدّدُ الاقتصادَ العالمي.. وقد وجَبَت الحيطةُ والحذَر من مُضاعَفاتِ فيرُوسَاتِ المُختبَرات، ومنها "كُورُونا وأخواتُها"! [email protected]