في الوقت الذي تتدافع فيه البلدان لاحتواء فيروس كورونا المستجد الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم، تمكن علماء في سويسرا من صنع الفيروس القاتل من الصفر وبتكلفة مالية بسيطة، وفق تقرير لموقع « وانزيرو ». وفي غضون أسبوع واحد، وخلف أبواب مختبر شديد الحراسة في قرية سويسرية صغيرة، أعاد الباحثون في جامعة برن إنشاء فيروس كورونا من مواد بسيطة وهي الخميرة، وجينوم الفيروس الذي نشره علماء من الصين، إضافة إلى الحمض النووي الذي حصلوا عليه من شركة متخصصة. وقال الموقع إن الفيروس الاصطناعي الذي نشرت تفاصيل صناعته في ورقة علمية، يمكن أن يساعد المختبرات على تطوير الأدوية واللقاحات والاختبارات التشخيصية للفيروس. ولكن القدرة على صنع فيروس بسرعة من الصفر تثير أيضا مخاوف من أن هذه العملية يمكن أن تستخدم لصنع الأسلحة البيولوجية. ووفق الموقع، يدرس العلماء عادة فيروسا عن طريق عزله عن خلايا المريض وزراعته في طبق مختبر. لكن الباحثين كافحوا من أجل الحصول على الفيروس، دون جدوى، إذ يمكن للأمر أن يستغرق شهورا قبل أن يحصلوا على عينات مادية. في هذه الحالات، قد يلجأ الباحثون إلى نسخة اصطناعية من الفيروس، يعرف أيضًا باسم استنساخ ، حتى يتمكنوا من البدء في دراسته في وقت أقرب. يمكن أن يكون إنشاء نسخة اصطناعية خيارًا عمليًا أكثر من طلب فيروس خطير من خلال البريد، ويسمح للباحثين بتجنب الكثير من الأطواق التنظيمية. كما أن هناك قواعد استيراد وتصاريح خاصة لشحن واقتناء مسببات الأمراض. وفي 10 يناير، قدمت مجموعة صينية مخططا للفيروس للعلماء في جميع أنحاء العالم من خلال نشر مسودة لجينوم الفيروس على موقع مفتوح، بحسب الموقع. وبعد ثلاثة أسابيع، كان لدى الفريق السويسري معظم شظايا الحمض النووي التي كانوا بحاجة إليها للبدء في إعادة بناء جينوم الفيروس. لتسريع العملية، أدخل الفريق هذه الشظايا في خلايا الخميرة والتي جمعت شظايا الحمض النووي مثل قطع اللغز باستخدام عملية طبيعية تسمى إعادة التركيب. في هذه العملية، أدرجت الخميرة الحمض النووي للفيروس في حمضها النووي، وكانت النتيجة النهائية كروموسوم اصطناعي يأوي جينوم الفيروس. وقد أدت القدرة على توليف الحمض النووي بسرعة وبتكلفة زهيدة إلى مخاوف من أن العلماء يمكن أن يخمروا مسببات الأمراض المعدلة وراثيا، والتي يمكن أن تهرب من المختبر وتصيب الناس.