1. الرئيسية 2. تقارير سفير فرنسا السابق لدى الجزائر: موقف باريس من الصحراء المغربية سيكون له تأثير "الدومينو" في أوروبا والرباط تقترب من حل النزاع الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأثنين 5 غشت 2024 - 15:05 قال السفير الفرنسي السابق في الجزائر، كزافيي دريانكور، إن موقف باريس الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، سيكون له تأثير "الدومينو" في قارة أوروبا، متوقعا أن تتجه دول أوروبية أخرى لإعلان مواقف مساندة للرباط في ذات القضية، وهو ما تخشاه الجزائر حسب الدبلوماسي الفرنسي. وأضاف دريانكور في حوار مع صحيفة "لو بوان" الفرنسية، إن الموقف الذي عبّر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة وجهها الأربعاء الماضي للملك محمد السادس، لم يكن مفاجئا له، مشيرا إلى أن "هناك تطورات ملحوظة كانت منذ عدة أشهر". وأوضح نفس المتحدث، قائلا "كل هذا بدأ في فبراير مع زيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية، ستيفان سيجورني، الذي اعترف بأهمية القضية الصحراوية بالنسبة للمغرب. ونتيجة لذلك، سُمحت بعض الاستثمارات الفرنسية في الصحراء، مما يعني أن هناك تطورًا بالفعل". واعترف السفير الفرنسي السابق في الجزائر، بأن باريس كانت تجد صعوبة في تحقيق التوازن مع الجزائر والمغرب بسبب قضية الصحراء، مشيرا إلى أن ماكرون قام بالعديد من "الإيماءات" إلى الجزائر، لكن الأخيرة لم ترد بطريقة إيجابية وهو ما كان يُعقد الأمور مع المملكة المغربية، قبل أن يُقرر مؤخرا اللجوء إلى خطوة المصالحة عبر اتخاذ موقف قوي يدعم سيادة المغرب على الصحراء. ويعتقد دريانكور في هذا السياق، بأن فرنسا قبل اتخاذ هذه الخطوة قامت ب"تقييم الفوائد والمساوئ، وتم اتخاذ القرار بأن الفوائد مع المغرب أكثر أهمية من المساوئ المترتبة على الخلاف أو الانفصال مع الجزائر"، مشيرا إلى عدد من المكاسب التي ستجنيها باريس بناء على موقفها الجديد. وحسب دريانكور، فإن "هناك المزيد من الفرص التي ستفتح أمام الشركات الفرنسية التي ترغب في الاستثمار في المغرب، لأن كل شيء كان متوقفًا بسبب قضية الصحراء. في إطار التحضير لكأس العالم 2030، ستكون هناك بلا شك الكثير من الفرص الفرنسية المغربية". وبخصوص سؤال الفوائد الاستراتيجية التي تأمل باريس في الحصول عليها من هذا الدعم المتزايد للرباط، خاصة من حيث النفوذ في القارة الأفريقية، قال الدبلوماسي الفرنسي، بأن "هذا ممكن، حتى وإن كان للجزائر نفوذ على بعض الدول في أفريقيا. أعتقد أن الاثنين يجب أن يكونا متساويين تقريبًا. الجزائر والمغرب كلاهما يتنافسان في القارة الأفريقية. الآن، تُحسم الأمور في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. سنرى كيف يتوازن كل هذا". وأشار دريانكور إلى أنه "من المهم أن نتذكر هنا أن الأجندة الجديدة للمغرب للواجهة الأطلسية للقارة قد تغير موازين القوى على القارة. من الممكن أن تلعب باريس دورًا في هذا الاتجاه. لكن، ما هو حاسم بالنسبة لي، هو أن الرئيس الجمهورية يريد التصالح مع الرباط، وليس هناك سوى طرق محدودة للتصالح مع المغرب". وتحدث السفير الفرنسي السابق على تأثير موقف فرنسا من قضية الصحراء المغربية، حيث قال بأن هذه الخطوة الدبلوماسية الهامة من باريس " ستؤدي إلى تأثير دومينو على دول أوروبية أخرى. أعتقد أن هناك عددًا من الدول الأوروبية التي ستقول، بما أن باريس - وهي شريك مهم وتعرف جيدًا دولتي المغرب العربي، وهي القوة الاستعمارية السابقة في الجزائر - تتخذ هذه الخطوة، فهذا جيد، يمكنهم أيضًا القيام بذلك". وأضاف دريانكور في هذا السياق، بأن "هذا ما تخشاه الجزائر، هو أن تدعم دول أوروبية أخرى بعد إسبانيا وفرنسا، والاتحاد الأوروبي ككل، الموقف المغربي وأن تجد الجزائر نفسها معزولة"، مشيرا إلى أن اقتراب المغرب من الحل النهائي لنزاع الصحراء أصبح "واقعا".