اعتبر كزافييه درينكور، السفير الفرنسي السابق بالجزائر، أن المغرب يقترب أكثر فأكثر من الحل النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء، مؤيدا موقف بلاده بشأن قضية الصحراء المغربية، ومؤكدا أنه سيزيد من "عزلة" الجزائر. وقال درينكور، ضمن حوار مع صحيفة "لو بوان دافريك"، إن "قيام فرنسا بهذه الخطوة الدبلوماسية المهمة إلى الأمام سيكون له تأثير مضاعف على الدول الأوروبية الأخرى"، وزاد: "أعتقد أن هناك عدداً معيناً من الدول الأوروبية التي ستقول لنفسها إنه بما أن باريس، وهي شريك مهم وتعرف البلدين المغاربيين جيداً، وهي القوة الاستعمارية السابقة في الجزائر، تتخذ هذه الخطوة، فهذا أمر بالغ الأهمية"، وتابع معلقا: "وهذا بالضبط ما تخشاه الجزائر، ذلك أن دولا أوروبية أخرى بعد إسبانيا وفرنسا، والاتحاد الأوروبي في حد ذاته، تؤيد الموقف المغربي، فتجد الجزائر نفسها معزولة". وأكد السفير السابق أن الموقف الفرنسي بشأن الصحراء "ليس مفاجأة"، مردفا: "لقد مرت عدة أشهر بالفعل منذ حدوث تطور مهم إلى حد ما. وحافظت باريس لفترة طويلة على التوازن بين الجزائروالرباط بشأن قضية الصحراء من خلال بيان الموقف الأممي، لكن كنا في علاقة معقدة للغاية مع المغرب، وبالتالي أفهم أنه من أجل المصالحة معه (على الأقل هذه هي قراءتي للأمور) قرر رئيس الجمهورية اتخاذ خطوة مهمة للغاية إلى الأمام بشأن مسألة مغربية الصحراء". واعتبر المتحدث ذاته أن الأمر "بدأ في فبراير بزيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية ستيفان سيجورني، الذي اعترف بالطبيعة الوجودية للقضية الصحراوية بالنسبة للمغرب؛ ولذلك تم السماح ببعض الاستثمارات الفرنسية في الصحراء، ما يعني أنه كان هناك بالفعل تطور. ومع ذلك فهناك مصطلحات دقيقة وقوية للغاية تم استخدامها في رسالة الرئيس الفرنسي، خاصة عندما يقول إن هذا هو الأساس الوحيد الممكن لحل قضية الصحراء". أما عن رد الفعل الجزائري قال درينكور: "أعتقد أننا في باريس قمنا بوزن المزايا والعيوب، الإيجابيات والسلبيات، وقررنا أن المزايا أكثر أهمية على الجانب المغربي من مساوئ الشجار أو القطيعة مع الجزائر". وأضاف الدبلوماسي السابق في هذا الإطار: "أذكر أنه في السنوات الأخيرة، منذ 2017، قام الرئيس ماكرون بالكثير من اللفتات على الجانب الجزائري، ما انتقده المغرب إلى حد ما. لقد قمنا بالكثير من اللفتات من الجانب الفرنسي ولم تستجب الجزائر قط بشكل إيجابي، ورأى الرئيس، في كل الأحوال، أنه من الأفضل القيام باللفتة التي تتوقعها الرباط". وبشأن المزايا الإستراتيجية التي تأمل باريس الحصول عليها أورد المتحدث: "أعتقد أنه ستظل هناك الكثير من الفرص التي ستفتح أمام الشركات الفرنسية التي ترغب في الاستثمار في المغرب، لأنه كان كل شيء معلقاً قليلا ارتباطا بمسألة الصحراء. وفي إطار الاستعداد لكأس العالم 2030، على سبيل المثال، ستكون هناك بلا شك العديد من الفرص الفرنسية المغربية". ووضع السفير السابق العلاقات بين بلاده وكل من الجزائر والمغرب في ميزان القوى على المستوى القاري والإقليمي، قائلا: "حتى لو كان هناك، على الجانب الجزائري، تأثير أيضا على بعض البلدان في إفريقيا، أعتقد أن الاثنين يجب أن يكونا متساويين تقريبًا. وتتنافس الجزائر والمغرب على حد سواء في القارة الإفريقية. والآن تجري الأمور على ما يرام في الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. سنرى كيف سيتوازن كل شيء". وختم درينكور: "يجب أن نتذكر هنا أجندة المغرب الجديدة في ما يتعلق بالساحل الأطلسي للقارة التي تهدد بتغيير ميزان القوى. ومن الممكن أن تلعب باريس دوراً في هذا المنظور. لكن ما هو حاسم بالنسبة لي هو أن رئيس الجمهورية يريد المصالحة مع الرباط، فيما لا توجد ست وثلاثون طريقة للمصالحة مع المملكة الشريفة".