1. الرئيسية 2. تقارير "إذا كان يجب الاختيار بين المغرب والجزائر فسأختار المغرب".. سياسي فرنسي يثير غضب الجزائريين بتصريح حول العلاقات الثنائية والصحراء الصحيفة – محمد سعيد أرباط الثلاثاء 7 نونبر 2023 - 12:08 أثار تصريح أدلى به السياسي الفرنسي كزافيي برتراند المنتمي لحزب الجمهوريين، غضب جزائريين، بعدما دعا فرنسا للتعويل على المغرب في علاقاتها على حساب الجزائر، حيث كالت الصحافة الجزائرية الاتهامات له بكونه هو وباقي الأحزاب اليمينية، تقف وراء حملة عداء تُجاه الجزائر، في حين اعتبرت أخرى، أن اليمين الفرنسي يخدم أجندة المغرب السياسية في باريس. وحل السياسي كزافيي برتراند الذي يرأس منطقة "أوت دو فرانس"، ضيفا على قناة "فرانس إنتر"، حيث أجاب على العديد من الأسئلة السياسية بشأن العلاقات الخارجية لباريس، خاصة مع دول مثل المغرب والجزائر، إذ اعتبر أن إصلاح العلاقات مع المغرب هو أفضل من المضي في العلاقات مع الجزائر، مهاجما قانون اتفاقية الهجرة بين فرنساوالجزائر الموقع في 1968 حيث اعتبره يمنح الكثير من الامتيازات للجزائريين. وقال ذات المسؤول في هذا الحوار بشأن المغرب، "إننا في حاجة إلى الخروج من التصعيد الدبلوماسي. فالمغرب بلد صديق تاريخيا، ونحن في حاجة إلى إعادة العلاقات الطبيعية معه،" مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يبقى متروك لفرنسا لبذل الجهود اللازمة في هذا المجال. وأضاف كزافيي برتراند متحدثا عن العلاقات مع الجزائر والمغرب وقضية الصحراء "يجب أن نكون واضحين بشأن قضية الصحراء. إذا كان هناك خيار يجب القيام به اليوم بين الجزائر والمغرب، فأنا أختار المغرب"، مشيرا إلى ان مواقف الجزائر من فرنسا تتضمن العديد من مظاهر العداء، من بينها إعادة بيت شعري إلى النشيد الجزائري معاد لفرنسا. واعتبرت الصحافة الجزائرية أن تصريحات هذا المسؤول الفرنسي تدخل في باب ما وصفته بحملة العداء تُجاه الجزائر، خاصة من الأطراف اليمينية التي ترغب في إسقاط اتفاق الهجرة الموقع بين البلدين في سنة 1968، وفي نفس الوقت تعتقد أن هذه التحركات تدخل في باب الدفاع عن المصالح المغربية على حساب المصالح الجزائرية. كما اعتبرت الصحافة الجزائرية أن ما أدلى به السياسي المذكور، يسير في نفس العداء الذي بدأه السفير الفرنسي السابق في الجزائر، كزافيي درينكور، الذي اعتبر أن رهان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تمتين العلاقات مع الجزائر في مختلف الأصعدة، كان خاطئا، ولم تجن فرنسا أي شيء من تلك العلاقات مع الطرف الجزائري، بل تسببت في إحداث برود في العلاقات التي كان من المفترض أن تكون جيدة مع الرباط. وكان درينكور قد وجه في مذكرة أصدرها في يونيو الماضي تحت عنوان "الرهان الجزائري لإيمانويل ماكرون، الأوهام، الأخطار، والأخطاء"، انتقادات عديدة للاختيارات السياسية التي قام بها الرئيس الفرنسي في علاقاته مع بلدان المغرب العربي، وخاصة بين الجزائر والمغرب، ورهانه بشكل كامل على الجزائر على حساب المملكة المغربية. ووفق مذكرة درينكور الذي شغل سابقا منصب سفير باريس لدى الجزائر خلال الفترة الممتدة ما بين 2008-2012 و2017 -2020، فإن "رهان ماكرون الخاسر" تسبب في برود كبير في العلاقات بين باريسوالرباط، وهو "برود" لم تشهد فرنسا والمغرب منذ الأزمة التي حدثت في منتصف ستينيات القرن الماضي، بسبب قضية اختطاف الزعيم السياسي المعارض المهدي بن بركة. وارتكز رهان ماكرون، حسب درينكور، على 4 نقاط أساسية، الأولى تتعلق بالغاز الجزائري، حيث يرغب في إقامة علاقات جيدة مع الجزائر لضمان تزويد السوق الفرنسي بالغاز في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وتتجلى النقطة الثانية في الحفاظ على العلاقات التجارية مع الجزائر. بينما تركز النقطة الثالثة على علاقات التسلح والتعاون الأمني بين البلدين، في حين أن النقطة الرابعة تتعلق بعلاقات التعاون واتفاقيات ملف الهجرة. لكن حسب درينكور، توجد العديد من الثغرات في هذه الاعتبارات التي يراهن عليها ماكرون في علاقاته مع الجزائر، أولها أن الجزائر لا تُلبي سوى 8 بالمائة من حاجيات السوق الفرنسي من الغاز، ولا تملك الجزائر أي إمكانيات حاليا من أجل زيادة صادراتها من الغاز إلى فرنسا. وبخصوص المبادلات التجارية، فبالرغم من أن قيمتها السنوية تصل إلى 11 مليار دولار، إلا أن باريس، وفق درينكور، تتجاهل أو تتناسى المنافسة الصاعدة والشرسة لمنافسين مثل الصين وتركيا وبدرجة أقل إيطاليا، علما أن الجزائر تضع في مقدمة عقد وإبرام الاتفاقيات الكبرى، عوامل سياسية إلى جانب الاقتصاد. وفيما يتعلق بالتسلح والتعاون الأمني، فحسب مذكرة درينكور، فإن الجزائر تعتمد على روسيا في اقتناء الأسلحة الجوية والأرضية، وتعتمد على ألمانيا في الحصول على العتاد البحري، ثم إيطاليا للحصول على الطائرات الخفيفة، بينما لا توقع مع فرنسا سوى اتفاقيات مرتبطة باقتناء ردارات وأجهزة تبقى قيمتها المالية أقل بكثير مقارنة بالمبالغ المالية الضخمة لصفقات التسلح التي تبرمها مع دول أخرى. إضافة إلى أن التعاون المخابراتي بين البلدين لم يشهد أي تقدم حسب درينكور. أما فيما يخص ملف الهجرة، فحسب السفير الفرنسي السابق في الجزائر، فإن الأخيرة هي المستفيدة من الاتفاق الموقع في 27 دجنبر 1968 والذي يُعطي العديد من الامتيازات والتسهيلات للجزائريين مقارنة ما باقي الجنسيات الأخرى، وهو ما يدفع ببعض الأطراف السياسية في فرنسا للمطالبة بمراجعة هذا الاتفاق. وبناء على هذه الخلاصات، يرى كزافيي درينكور، أن فرنسا لم تجن أي شيء من تقاربها مع الجزائر على حساب خلخلة التوازن مع المغرب، بل وصل بها الأمر إلى ممارسة سياسة الصمت إزاء العديد من خروقات حقوق الانسان في الجزائر، وهو ما يتطلب مراجعة لهذا الوضع. وفي هذا السياق يقترح درينكور في مذكرته، أن تفكر الديبلوماسية الفرنسية في خلق إطار إقليمي جديد مكون من 3 زائد 3، يضم فرنسا وإسبانيا وإيطاليا مقابل المغرب والجزائر وتونس، وفتح باب الحوار بين دول المنطقة ومعالجة كافة الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.