عبد العزيز أكرام_صحافي متدرب انتقد السفير الفرنسي السابق بالجزائر، كزافييه درينكور، "اختيار الرئيس الفرنسي التقارب أكثر مع النظام الجزائري عوض المغرب"، مشيرا إلى أن "الجزائر باتت تُبعد فرنسا عن المغرب كل يوم".
وأضاف درينكور ضمن مذكرة له صدرت عن معهد "توماس مور" ببروكسيل، في يونيو الماضي، أن "رؤية ماكرون المتقربة أكثر على الجزائر قادته إلى رهان خاسر، ذلك أن هذه الرؤية أدت إلى إحداث فتور في العلاقات بين باريسوالرباط".
وأوضح السفير الفرنسي السابق ضمن المذكرة ذاتها التي حملت عنوان " رهان إيمانويل ماكرون الجزائري: أوهام ومخاطر وأخطاء" أن فرنسا عليها أن "تدري بأن الرهان على الجزائر لا يمكن أن يعفيها من علاقات ودية وجوهرية مع الرباط"، مؤكدا على "كون اختيار ماكرون الجزائر جعل المغرب يدخل في شراكات مع حلفاء آخرين كالولايات المتحدة واسبانيا وإسرائيل".
المتحدث عينه أشار إلى أن فرنسا "مطالبة بالتساؤل عن أصدقائها وحلفائها الحقيقيين، حيث أن المغرب يعد البلد الأكثر استقرارا بالمنطقة ويوفر بفعل ديناميكيته الاستراتيجية والاقتصادية فرصا لا يمكن التغاضي عنها". معتبرا في الوقت ذاته أن "باريس لا يمكنها أن تسمح بمزيد من التدهور في علاقاتها مع الرباط".
واتهم درينكور فرنسا ب "غض الطرف عن الانتهاكات الجزائرية فيما يخص الحقوق المدنية وحرية الصحافة، وهو ما جعل الجزائريين يفرون من بلادهم مخافة تفككها"، مشيرا إلى "سجن الصحافي إحسان بلقاضي مؤخرا ".
وفيما يخص موضوع التسليح بين الجزائروباريس، اعتبر السفير الفرنسي السابق أن الجزائر "ستكون دائما مترددة في تجهيز نفسها بمعدات عسكرية فرنسية لأسباب سياسية وإيديولوجية، إذ أنها تعتمد بشكل أكبر على روسيا، وهو ما يحصر علاقاتها مع باريس في هذا الصدد في اقتناء الرادارات ومعدات الأشعة الحمراء فقط".
ولمح الديبلوماسي الفرنسي إلى إمكانية "دعم باريس للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حال ترشحه لولاية ثانية، على الرغم من كون الجزائريين اليوم نادمين على عهد بوتفليقة السابق".
وتجدر الإشارة إلى أن درينكور قد سبق تعيينه سفيرا لفرنسابالجزائر ما بين 2008 و2012، ثم ما بين 2017 و2020، وهو معروف بمواقفه وكتاباته المنتقدة للنظام الجزائري، حيث سبق أن أصدر كتابا أسماه "اللغز الجزائري…مذكرات سفارة في الجزائر" تحدث فيه عن العلاقة الغامضة بين الجزائروفرنسا.