انتشرت خلال الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار بثها بعض المدرسين حول إصابة عدد من التلاميذ بأعراض مرضية، من قبيل الحمى، في وقت تتابع السلطات الصحية الوضعية الوبائية لحسم قرار تمديد العطلة البينية من عدمه. ويتحدث بعض المدرسين عن تسجيل غيابات في صفوف التلاميذ خلال الأسبوع الأخير بسبب الإصابة بالحمى وصداع الرأس، في حين اعتبر آخرون أن هذه الأعراض تظل عادية وتسجّل في كل موسم شتاء بسبب الأنفلونزا الموسمية. هذا الطرح أكده سعيد حيان، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسلا، إذ أفاد بأن "مرحلة الخريف تعرف، عادة، انتشار الإصابة بالأنفلونزا الموسمية التي تصيب الكبار والصغار"، مشيرا إلى أن "السلطات التربوية تتعاطى بحزم مع أي حالة مشكوك في إصابتها بفيروس كورونا، سواء في صفوف التلاميذ أو الأطر التربوية". وأورد حيان، في تصريح أن السلطات التربوية تباشر حملات في إطار "إذكاء الوعي" للمحافظة على المكاسب المحققة في معركة محاربة فيروس كورونا، "بعد التراخي العام المسجل في المجتمع ككل، على مستوى الالتزام بالتدابير والإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس"، مضيفا أن "أي تلميذ أو إطار تربوي مشكوك في إصابته تتم إحالته على السلطات الصحية من أجل إجراء الاختبار". في السياق نفسه قال نور الدين عكوري، رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، إنه "باستثناء حالات الإصابة بفيروس كورونا التي ظهرت في مؤسسة تعليمية بالرباط وأخرى بالبيضاء، لم تتوصل الفدرالية بأي معلومة عن تسجيل إصابات بالفيروس في جهات أخرى". وفي ظل تزايد حالات الإصابة بمتحور "أوميكرون"، التي وصلت إلى 112 حالة مؤكدة، تركت الحكومة الباب مفتوحا لاحتمال تمديد العطلة المدرسية البينية، إذ أكد الناطق الرسمي باسمها أول أمس الخميس أن الحسم في هذا الأمر سيتم في مطلع يناير، بناء على تطور الوضعية الوبائية. في هذا الصدد قال نور الدين عكوري، في تصريح إن السلطات الصحية ستقرر في مسألة تمديد العطلة المدرسية، مشيرا إلى أن "الفدرالية تتوقع ألا يكون هناك تمديد شامل، وأن تكتفي السلطات الصحية باعتماد التعليم عن بعد بالنسبة لتلاميذ المدارس التي قد تُسجّل بها إصابات بالفيروس". وفي السياق ذاته أصبح طاغيا هاجس ضرب مبدأ تكافؤ الفرص في حال اعتماد التعليم عن بعد بالنسبة لبعض التلاميذ والإبقاء على التعليم الحضوري للآخرين. ويرى نور الدين عكوري أن التعليم عن بعد "لا يضمن تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، وهو ما تأكد بالملموس حين تم اعتماد هذا الخيار السنة الفارطة"، ذاهبا إلى القول إن "اعتماد المزاوجة بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد سيكون أسوأ، لأنه سيعمّق تفاوت الفرص بين التلاميذ". وشدد المتحدث ذاته على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية في اتخاذ أي قرار بشأن تمديد العطلة المدرسية، مشيرا إلى أن "وزارة التربية الوطنية عقدت لقاءا واحدا فقط للتعارف بعد تعيين الوزير الجديد، ولم تُعقد لقاءات أخرى بعد ذلك بشأن تطور الوضعية الوبائية"