تخوفات تسود العاصمة الاقتصادية للمملكة مع الإعلان الرسمي عن استئناف نمط التعليم الحضوري في المؤسسات التعليمية، لاسيما في ظل ارتفاع منحنى الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد خلال الأسابيع الأخيرة؛ الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى تمديد الإجراءات الاستثنائية الرامية إلى تطويق البؤر الوبائية. وقررت الحكومة إعادة فتح أبواب المؤسسات التعليمية بمدينة الدارالبيضاء من أجل استئناف الدراسة ابتداء من يوم الإثنين القادم، في جميع الأسلاك والمستويات، حسب نمط التعليم الحضوري بالنسبة للمتعلمين الذين اختار أولياء أمورهم هذه الصيغة. وبدّد نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء وأمهات التلاميذ بالمغرب، مخاوف بعض الفعاليات المحلية، مورداً أن "الأسر هي التي طالبت بالتعليم الحضوري بشكل قوي، لأن الدارالبيضاء هي المدينة الوحيدة التي ظلت مغلقة منذ بداية الدخول المدرسي". وأوضح عكوري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الفيدرالية توصلت بمراسلات عديدة من قبل أولياء التلاميذ في المدينة، بالنظر إلى أن منحنى الإصابات ظل متذبذبا طوال الأشهر الماضية، ما مرده إلى الكثافة السكانية المرتفعة". وشدد المتحدث ذاته على أن "المؤسسات التعليمية ستفتح أبوابها مع اتخاذ بروتوكول صحي قوي"، مردفا: "أن يبقى التلميذ بدون دراسة لمدة تسعة أشهر فهو أمر صعب على الناشئة، إذ إن بعض التلاميذ لم يُكملوا سنة التعليم الأولي فإذا بهم يدرسون في السنة الأولى ابتدائي هذا الموسم". ولفت المصدر عينه إلى أنه "يجب التعايش مع الوباء، مع اتخاذ كافة الاحتياطات الصحية اللازمة، لأن التعليم الحضوري لن يكون في الأحياء التي تعرف إصابات مرتفعة؛ فضلا عن إجراء التحاليل للأطر التعليمية، علما أن التلميذ يدرس ثلاثة أيام فقط في الأسبوع، مع اختيار بعض الأسر لنمط التعليم عن بعد". ويرى رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء وأمهات التلاميذ بالمغرب أن "اللجنة الإقليمية بالمدينة قرّرت افتتاح المدارس لأنها تتوفر على المعطيات العلمية الدقيقة الخاصة بتفشي الفيروس"، مشيرا إلى أن "الجميع عليهم تحمل المسؤولية في تدبير الظرفية التي نعيشها، سواء تعلق الأمر بالأسر أو مختلف المتدخلين في القطاع التربوي".