تسائل الحالة الوبائية الراهنة مستقبل الدخول المدرسي المقبل في "المدن الموبوءة"، التي تشهد ارتفاعاً كبيرا في أعداد الإصابات النشطة بفيروس "كورونا" المستجد منذ حلول عيد الأضحى. وأمام "القفزة الوبائية" التي تعرفها الحواضر الكبرى، لا سيما الدارالبيضاء ومراكش وفاس وطنجة، باتت الأسر تطالب بتأجيل الموعد المحدد للدخول المدرسي أو إيجاد صيغة تتناسب مع حدة الوباء. وفي هذا الصدد، قال نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء وأمهات التلاميذ بالمغرب، إن "الدخول المدرسي الواقعي غير معروف لدى الجميع، بمن في ذلك مسؤولو وزارة التربية الوطنية". وأضاف عكوري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الأسر لن ترسل أبناءها إلى المدارس في ظل الحالة الوبائية المقلقة؛ لأن السلامة الصحية تأتي في مقدمة الأولويات، على اعتبار أن الطفل يرتبط بالأسرة، وهذه الأخيرة جزء من المجتمع". وأوضح الفاعل عينه أنه "يصعب تطبيق البروتوكول الصحي في المجتمع المدرسي؛ لأن الأمر يتعلق بأطفال صغار ومراهقين، حيث وجدت الدولة صعوبات جمة في فرضه بالمجتمع، فما بالك بالمدرسة". وشدد محدثنا على أن "كندا بدأت الموسم الدراسي منذ أسبوعين؛ لكنه توقف بسبب التطورات الوبائية، علما أن الأقسام مخففة بالبلد"، مستدركا: "يجب على الوزارة تطوير التعليم عن بُعد، من خلال تكوين الأساتذة واعتماد الأقسام الافتراضية التفاعلية ريثما نجد اللقاح". وتابع مسترسلا: "مناسبة عيد الأضحى تسببت في الوضع الوبائي الذي نعيشه، فما بالك بالدخول المدرسي الذي يعرف ازدحاما شديدا في الطرقات، إلى جانب التجمعات العمومية"، مبرزا أن "الوزارة عليها توفير الأنترنيت المجاني وإيجاد الوسائل التكنولوجية اللازمة". ولفت عكوري قائلا: "ينبغي أن نجد حلا للموظفين الذين يصعب عليهم البقاء في المنازل مع أبنائهم"، وزاد: "أظن أن هناك ثلاثة سيناريوهات متاحة في الظرفية الحالية؛ أولها اعتماد التعليم عن بعد، من خلال بث الدروس في القناتين الأولى والثانية، على أساس تنويع الدروس التفاعلية". أما السيناريو الثاني، بحسب مصرحنا، فيتمثل في المزاوجة بين التعليم الحضوري والافتراضي، في حالة إذا ما تحسنت الوضعية الوبائية مستقبلا. ويتجسد السيناريو الثالث في الرجوع إلى التعليم الحضوري مع أخذ كافة الاحتياطات؛ لكن هذا السيناريو يظل رهيناً بالسيطرة على الوباء.