أشارت مصادر إعلامية في مدينة مليلية المحتلة إلى تردد بعض السكان القاطنين فيها من الإسبان على منطقة بني سيدال وذلك للإطلاع على الصناعة الخزفية والأواني الفخارية، ومن ثم اقتناء عدة لوازم منها، بل وتعلم مبادئ هذا الفن. وهو بالفعل ما بدأ فيه المسمى خوسي ماركيز منذ حوالي خمسة شهور من مواظبة وتغطية لورشات خزفية في بني سيدال، واستطاع أن يأتي بمجموعة من مواطنيه من مدن اسبانية (مالقة)، والذين لم يخفوا انبهارهم بما شاهدوه وما عاينوه عن قرب. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة الريف ازدهرت فيها قديما شتى أنواع الصناعات التقليدية التي تؤرخ لحضارة الأمازيغ وهويتهم الضاربة في القدم، والتي مازالت بعض المتاحف الأجنبية ترقد فيها نماذج منها شاهدة على عبقرية هذا الإنسان. وفي مطلع القرن الماضي إبان فترة الحماية انبرى مجموعة من المستمزغين والإثنوغرافيين الأجانب على دراسة هذا الفن ورصد خصوصيته وما يتميز به من غنى، وربطه بمحيطه وكشف قيم الصانع الذي أبدعه. فدراسة الفنون والتقاليد والآداب مدخل مهم لفهم الإنسان فهما انتربولوجيا. وإننا نستغل هذا الحدث للفت انتباه الجهات المعنية قصد الاهتمام بهذا الفن وبكافة الفنون الأخرى والثقافات العالمة والشعبية التي تزخر بها المنطقة، وذلك بتنظيم شتى القطاعات التي تنتمي إليها، ودعم المشتغلين بها، والتأريخ لذاكرة المنطقة تدوينا وجمعا ودراسة. كما أن الحاجة باتت ملحة لتشييد متحف لائق في الريف بمواصفات حديثة تعيد الاعتبار لإنسان المنطقة وتاريخه، متحف يجمع شتات ما تبقى لدينا من إبداعات أجدادنا والمتفرقة في رفوف وأقبية الخواص. فلسنا محتاجين لغيرنا لينبهونا إلى تراثنا وكنوزنا. أوكلما أردنا أن نعرف تاريخنا رجعنا إلى مصنفاتهم ووثائقم، ووجدنا تاريخنا الرسمي قاعا صفصفا لا يشفي الغليل؟ إنها لمفارقة عجيبة ومريرة. الإسباني خوسي ماركيز في أحد محلات الأواني الفخارية ببني سيدال بريشة إيميليو بلانكو المقيم العسكري الاسباني في الريف أثناء الحماية بريشة إيميليو بلانكو بريشة إيميليو بلانكو غلاف كتاب خصه إيميليو بلانكو لصناعة الخزف بالريف، وهو يحمل تاريخ سنة 1933.