صدر مؤخرا كتاب مهم باللغة الاسبانية، يرصد جزءا معتبرا من تاريخ الريف في فترة الحماية. الكتاب يحمل عنوان (El Rif de Emilio Blanco Izaga = ريف إميليو بلانكو إساكا)، لمؤلفه Vicente Moga Romero المهتم بتاريخ المنطقة، فهو أستاذ لمادة التاريخ والإثنوغرافيا، ويزاول حاليا مهمة مدير قسم النشر والأرشيف في مدينة مليلية. وكما هو واضح من عنوان الكتاب، فالمؤلف يربط منطقة الريف بأحد المسؤولين العسكريين إبان المرحلة الاستعمارية، وهو Emilio Blanco Izaga المكلف بإدارة شؤون المنطقة. فهذا الأخير بغض النظر عن مهماته العسكرية، فإن له إسهامات مهمة في تدوين جزء من تاريخ المنطقة، والتنقيب في عادات سكانها، بحكم انه تنقل في عدة قبائل لمدة تقارب عقدين من الزمن، وبالضبط طيلة مدة عمله في الريف الممتد من 1927 إلى غاية 1942. ويعتبر كتابه: Las Danzas Rifenas من الكتب القيمة التي اعتمد عليها الدارسون لرصد فلكلور وأهازيج المنطقة. ولقد عدّه Moga صاحب الكتاب المذكور أعلاه من أكبر الانتربولوجين الاسبان، وأن ما قدمه بخصوص المنطقة يفوق ما توصل إليه الباحث الانتروبولوجي الأمريكي دافيد هارت. وهذا الكتاب يظهر فيه مؤلفه اهتمام ايميليو بلانكو بالعمران، والاثنوغرافيا، والفن بصفة عامة كما مارسه الريفيون. والحقيقة أن أهميته كامنة في اعتماد صاحبه على وثائق وقرائن مهمة ونادرة زوده بها ابن بلانكو: Agostin Blanco Mora ؛ وهي عبارة عن وثائق ورسومات ومسودات... والكتاب زاخر بمواضيع ثرية ومتنوعة، إذ يطفح برسومات ساخرة، وتفاصيل ودراسات اثنوغرافية، وتصوير المساكن، وتحليل الأعراف والتقاليد، لساكنة الريف في تلك المرحلة، مركزا بشكل أساس على دور المرأة الريفية الذي اعتبره الكاتب إيجابيا اتجاه سلبية الرجل. كما أفرد محورا ل (رسومات = acuarelas) بريشة إميليو بلانكو تتعلق بالمعمار القروي، الصناعة التقليدية، رقصات، وشوم وطقوس جنائزية. الكتاب يقع في أكثر من 600 صفحة، واستغرق من صاحبه سنوات طويلة من العمل. طبعت منه 1500 نسخة ونظرا لأهميته، فقد وجهت 500 نسخة منه غب صدوره إلى وزارة الدفاع، واعتبرته الصحافة الاسبانية من أعظم الكتب التي ألفت حول الريف. قراءة : جمال الدين الخضيري غلاف الكتاب