كشفت صحيفة "الاسبانيول" الإسبانية، الواسعة الانتشار، أن "المغرب يعتزم وفق أسلوب تكتيكي استغلال "ضعف" حكومة "بيدرو سانشيز" لمواصلة رغبته التاريخية في استرجاع حقه المغتصب، وهو المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، اللتين استحر بشأنهما النقاش، مؤخرا، عقب تصريحات رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، واستدعاء سفيرة المملكة المغربية بمدريد، كريمة بنيعيش. وأشارت ذات الصحيفة، بناء على وثيقة سرية اطلعت عليها، إلى أن المغرب يحاول منذ سنتين في إطار استراتيجيته، للسياسة الخارجية، "خنق" اقتصاد الثغرين المحتلين سبتة ومليلية، مضيفة أن "هذه الاستراتيجية بدأت معالمها في الظهور منذ مارس 2020، عندما أغلقت السلطات المغربية في مارس الماضي حدودها الجوية والبحرية والبرية لمحاصرة تفشي وباء كورونا المستجد، مؤكدة أن "الهدف النهائي للمغرب هو استرجاع الثغرين المحتلين سبتة ومليلية. وقالت ذات الصحيفة إن "المغرب يعتبر دائمًا أنه عندما يشكل المسلمون غالبية السكان في سبتة ومليلية، ستكون الطريق سالكة نحو عملية استرجاع سيادته على سبتة ومليلية المحتلتين، دون استخدام القوة العسكرية". وبحسب تقرير الصحيفة، الذي يتضمن معلومات مستقاة من مصدر مغربي، كان من المفترض إعادة فتح الحدود مع المغرب عبر مدينتي سبتة ومليلية في 15 شتنبر المنصرم، لكن المغرب لن يفعل ذلك على الأقل حتى يناير 2021. وتعتزم الحكومة المغربية، وفقا لذات المصدر، عقد لقاء مع السلطات الإسبانية للمطالبة بأمور مختلفة، مبرزة أنه إذا لم تستسلم إسبانيا لمطالب المغرب، فإن الحدود البرية ستظل مغلقة، على الأقل حتى شهر فبراير من العام المقبل، على الرغم من عدم استبعاد تمديد إغلاق الحدود أكثر. وتعيش المدينتان المحتلتان، سبتة ومليلة، بحسب الصحيفة الاسبانية، أوضاعا اقتصادية صعبة، متسمة بتفاقم حدة البطالة، وقلة فرص الشغل، كما أن اغلاف المغرب للمعابر الحدودية مع الثغرين المحتلين، أدى إلى "زيادة أسعار المنتجات وطلبها، مما يجعل المعروض منها أكثر تكلفة، مع ما يترتب على ذلك من زيادة في دفع الرسوم الجمركية وصعوبات في الإجراءات الجمركية". وكشفت صحيفة "الإسبانيول" في تقريرها الموسع، أن المغرب يعتزم إيقاف عملية مرحبا المخصصة لعودة الجالية المغربية عبر معبري مليلية وسبتة، مثلما سيوقف معابر نقل البضائع، ويبقي على معبرين اثنين واحد في مليلية والثاني في سبتة لعبور الأشخاص والمركبات العادية.