معدّل الإماتة بسبب فيروس "كوفيد-19" مازالَ مستقرّاً على نهجهِ بتسجيل أرقامٍ قياسية بلغت ذروتها خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يعكسُ وجود "اختلالات" على مستوى التّعاطي مع الفيروس واستنفاد البروتوكول الصّحي الجاري به العمل كلّ قدراتهِ لوقف زحفه. ويشهدُ المغرب موجة غير مسبوقة للإصابة بوباء "كوفيد-19″، الذي ما زالَ يحيّرُ الأوساطَ الرّسمية وغير الرّسمية المغربية؛ وذلكَ على الرّغم من الإجراءات الاحترازية والوقائية المشدّدة التي أقرّتها سلطات البلاد. ومنذ أسابيع، يسجّل المغرب أرقاماً "قياسية" في عدد الإصابات المؤكّدة؛ إذ أصبحت تتجاوزُ الألف إصابة خلال اليوم الواحد، كما يعرفُ معدّل الإماتة بسبب الفيروس ارتفاعاً غير مسبوق، وهو ما ينذر بدخول المملكة في معركة طويلة "الأمد" للتّعافي التّام من تداعيات الفيروس. وفي هذا الصّدد، قال الحبيب كروم، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، إنّه "منذ بدء المرحلة الثالثة من تخفيف الحجر الصحي، سُجّل ارتفاع معدل الإماتة بسبب كورونا؛ حيث أضحى واضحا وبارزا ارتفاع أرقام الوفيات يوميا بتسجيل أرقام قياسية بشكل تصاعدي مقارنة مع سابقتها". وفسّر الفاعل في مجال الصّحة هذا الارتفاع في معدّل الإماتة بكون الفيروس يستهدفُ المسنين والمصابين بأمراض مزمنة، بعد رفع قيود الحجر الصحي في مرحلته الثالثة، الذي نجم عنه تراخ وتهاون من طرف بعض المواطنين الذين تخلوا عن الالتزام بالتدابير الاحترازية. ووقف المصرّح عند عوامل أخرى مرتبطة بالمنظومة الصحية تتعلق بالبنية التحتية والموارد؛ "فبعد ارتفاع عدد الإصابات وتجاوزه ألف حالة جديدة يوميا، ظهر النقص الحاد في الموارد البشرية وضعف الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، خاصة في قاعات الانعاش ومعداتها الطبية، مما أثر وسيؤثر لا محالة في مراحل الرصد والتشخيص والتكفل والعلاج". وأضاف كروم أنّ هذه العوامل ستساهم بشكلٍ كبيرة في ارتفاع عدد الوفيات، كما أن منها ما هو مرتبط بالاستراتيجية لمحاربة كورونا. ومن أجل التقويم واستدراك والحد من ارتفاع معدل الإماتة، دعا المتحدث إلى "الرفع من مستوى اليقظة الصحية واستهداف الأشخاص بأعراض وأمراض مزمنة مع إشراك القطاع الخاص". كما دعا إلى "اعتماد العلاج الوقائي للمخالطين للحالات الايجابية دون إجراء اختبار PCR، وذلك بالمنزل"، فيما تخصص المستشفيات فقط للتكفل بحالات "كوفيد-19" التي تظهر عليها أعراض المرض.