ارتفع عدد الوفيات في صفوف مرضى كورونا بشكل لافت الأسبوع الأخير حيث وصل مستويات قياسية مقارنة مع فترات سابقة حيث بلغ عدد الوفيات يوم أمس 27 ، في حين بلغ أول أمس 28 حالة وفاة. وقدم الخبير في معهد باستور "ادريس الحبشي" في تدوينة له صفحته على الفايسبوك تحت عنوان :"أسئلة مشروعة حول إرتفاع عدد الوفيات" قدم فيها تصوره عن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع هذا العدد حيث كتب ما يلي : عندما نرى عدد الوفيات مرتفع و المثير للانتباه أنه مستقر منذ أيام بعشر مرات مقارنة مع أيام الحجر الصحي...يجب ان نعلم آنذاك أن التشخيص والعلاج كانا مبكرين وعلى فقط 20% من الساكنة الغير الملتزمة بالحجر والضوابط ...وعليه كنا قد تفادينا الدخول في الحالات الحرجة والحادة بأعداد كبيرة.....وكانت الوفيات قليلة...أما الآن فلنا نفس نسبة الاماتة مقارنة مع الإصابات اليومية ولكن عدد الوفيات تضاعف بعشر مرات تقريبا..ووصل إلى أكثر من 600 وفاة....!!!!..لماذا؟!!!... لأن 80% من الناس التي كانت في الحجر الصحي خرجت في دفعة واحدة دون استثناء بحكم الضغط النفسي وضغط المواقع من أجل الخروج.... وزادتها مناسبة عيد الأضحى من زيارات الأسواق والعائلات وكذلك مناسبة العطل الصيفية...فكثر الاختلاط بين النقط الموبوءة والنقط الترابية الخفيفة أو القليلة الإصابات ناهيك عن عدم احترام الضوابط والاحترازات الوقائية الخ...ووسط كل هذا يوجد الناس من كل الأعمار الذين يعانون من الأمراض المزمنة....بالمقابل رغم القيام بأكثر من 20.000 تحليلة يوميا...أصبحت غير كافية وتعطينا الآن أرقاما تفوق معدل 1000 اصابة يوميا....!!! ليس الإشكال في عدد الإصابات...ولكن الإشكال والمؤشر السلبي هو في عدد الوفيات المرتفع....رغم توفر الدواء والتشخيص والأجهزة الطبية والمخبرية والموارد البشرية اللوجيستيك والأسرة ومصالح الانعاش ....!!!!... هذا هو السؤال الجدري المطروح الآن على المسؤولين والمختصين....لماذا هاته النتائج رغم تلك الإمكانات....؟؟؟؟!!!!للمعالجة يجب الإقرار أن هناك خلل ما الآن..... وليس كالشهور الثلاثة الأولى للحجر الصحي في المسار العلاجي ومسارات التطويق المبكر للمصابين.....كيف أصبح حامل الفيروس يصل إلى مسار العلاج في مراحل متقدمة من المرض....؟!...هل بسبب تهاونه الشخصي وعدم أخذه الأمور بجدية...؟؟!!....أم بسبب مسار علاجي وتكفلي ولوجيستيكي عرف بعض الثغرات أو التراخي من جهة ما وقد تكون سبب الرئيسي....؟؟؟!!!!!..... و حتى إذا افترضنا ضاعفنا التحليلات اليومية إلى 40.000 يوميا كما يطالب البعض.... هل ستكون حلا يفضي إلى نتائج إيجابية إذا استمر التهاون الشخصي أو استمر الخلل في المسار العلاجي المبكر..؟؟؟!!!!.....لا أعتقد.... أن مقياس نجاعة أي منظومة صحية هو في كيفية وسرعة التطويق...ولكن أساسا في قلة عدد الوفيات رغم ارتفاع الإصابات....والنمادج كثيرة .... ورغم ان المسؤولية جماعية في النتائج...فلا يمنع المسؤولين من التمحيص العلمي الجيد وإعادة النظر في اعتقادي في عدة أمور من أجل استخراج الإجابات الناجعة والعملية قبل تفاقم الأمور أكثر.....أو إعادة النظر في العنصر البشري الذي فشل في التطويق والإجابة العلمية والتقنية والفنية.....لأنه مصير بلاد وأمة....