وصل عدد الوفيات بفيروس كورونا بالمغرب إلى 93 حالة، من بين 1346 حالة إصابة بفيروس “كورونا”، إذ وصلت نسبة الوفيات 6.9 في المائة، وهي أكبر نسبيا مقارنة مع النسبة العالمية الخاصة بالوفيات، التي وصلت إلى 5.8 في المائة. في هذا الحوار يوضح ل”لكم”، أحمد بلحوس، أستاذ التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالبيضاء، أسباب ارتفاع معدل الوفيات بكورونا في المغرب.
ما تفسيرك للعدد المرتفع للوفيات ؟ الخبراء في علم الأوبئة يفرقون بين نسبة الوفيات ونسبة الإماتة وعدد الوفيات. الأرواح البشرية غالية، لذلك نعتبر أن المعطيات الحالية في عدد الوفيات عالية مهما أكثرنا من المقارنة مع دول وفياتها أكثر. الارتفاع المؤقت للوفيات، راجع إلى طبيعة الفيروس وخطورته بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة (مثل السكري وأمراض القلب والشرايين) أو الذين مناعتهم ضعيفة بالإضافة إلى عدم الكشف المبكر عن الحالات المصابة بالفيروس، حيث أن الأطر الطبية تستقبل المرضى في مستويات متقدمة من المرض، مما يصعب معه العلاج، رغم المجهودات الجبارة المبذولة من طرفهم، أضف إلى ذلك أن المغرب غير قادر حاليا على إجراء اختبارات الكشف الشامل والمكثف كما تقوم به كثير من الدول المتقدمة. هذا الكشف المبكر عن آلاف الأشخاص يوميا يمكننا من اكتشاف المرض في بدايته وبالتالي إنقاذ الكثير من الأرواح. كيف تفسر ارتفاع عدد الإصابات في الأيام الأخيرة؟ ارتفاع عدد الإصابات أمر لا بد منه، لأننا قريبون من ذروة انتشار الفيروس وهي أعلى منحنى التطور الوبائي. لكن المهم هو أن يواكب هذا الارتفاع في العدد، إجراءات مناسبة حتى تمر هذه المرحلة دون وفيات أو بوفيات قليلة جدا. في الفترة الحالية، نعيش انتشار الفيروس بكثافة حيث أصبحنا نلحظ ظهور بؤر عائلية وإصابة عائلات بأكملها أو جلها، كما أن البعض من المواطنين لا يلتزم بالحجر الصحي و بالتدابير الاحتياطية الأخرى اللازمة أثناء الخروج، أضف إلى ذلك كثرة الاختلاط ووجود الكثير من الأماكن المكتظة. ما توصياتك للحد من ارتفاع الإصابات؟ علينا جميعا أن نكثف من جهودنا للقضاء على هذه الجائحة وعلى الدولة بذل مجهود كبير للرفع من عدد اختبارات الكشف، وتوفير مقومات الصمود للمواطنين وتمكينهم من مقومات الحياة الضرورية حتى يبقوا في بيوتهم، وكذا واكبة عملية الحجر الصحي المنزلي بالشروحات الكافية عن كيفية التباعد الاجتماعي وكيفية العيش في المنزل. إضافة إلى ضرورة الملاحظة الميدانية لسلوك المواطنين من طرف متخصصين اجتماعيين خصوصا في مناطق البؤر، مع تعزيز مكانة المراكز الاستشفائية الجامعية في محاربة المرض، والعمل على تعزيز الحماية لمهنيي الصحة واعتراف بكل من أصيب أو فارق الحياة بسبب هذا الداء أنه شهيد الواجب الإنساني يستحق التعويض المادي والمعنوي له ولذوي الحقوق، باعتبارهما حادثة شغل أو مرضا مهنيا لأنهم الجبهة الأولى التي يجب أن لا تفكك. كما أنه يتعين مراجعة البروتوكول العلاجي خاصة بالنسبة للحالات الخطيرة التي تقتضي الإنعاش والعناية المركزة. ، وتهييء عدد كاف من أسرة الانعاش والعناية المركزة ترقبا للأسوأ لا قدر الله، مع تعزيز المواكبة العلمية في المستشفيات لمواكبة كل التطورات والمستجدات، إلى جانب صياغة خطاب تعبوي متكامل وناجع لان البعد السلوكي للناس له نفس البعد الصحي في القضاء على هذه الجائحة، وإعداد مواد إعلامية توعوية حول كيفية تفادي العدوى في المنزل بالشروط الاجتماعية المغربية، مع إيلاء الأهمية القصوى للجانب النفسي داخل الأسر. ما نصائحك للمغاربة؟ بالنسبة للمغاربة ننصح بالاستمرار في البقاء في البيوت مع تعزيز التدابير الوقائية داخل البيت، وكذا الاستمرار في ارتداء الكمامات أثناء الخروج للضرورة القصوى مع الالتزام الصحي بكيفية ارتداءها وخلعها، مع مسح مقابض الأبواب والمفاتيح والهواتف المحمولة والحواسيب وحاملات الاوراق وأسطح الأشياء التي تم لمسها بمطهرات مناسبة. كما ننصح بتهوية المنازل، وتجنب التزاور العائلي، واحترام التباعد الاجتماعي داخل العائلة ، مع التضرع إلى الله عز وجل أن يرفع عنا هذه الجائحة. ما رسالتك للأطر الصحية؟ إلى جميع الأطر الصحية التي أبلت ومازالت تبلي البلاء الحسن في هذه المعركة الشرسة وقدمت ومازالت تقدم التضحيات خدمة لصحة المواطنين وتصديا لهذا الوباء، أقول لكم أنتم تاج رؤوسنا وفخر وطننا. ما المطلوب اليوم؟ يجب عدم التهويل ولا للتهوين في هذه الأوقات الصعبة. هذه الجائحة فرصة كبيرة لإعطاء قطاع الصحة المكانة الاستراتيجية التي يستحقها ولمراجعة السياسة الصحية والاجتماعية المتبعة ببلادنا لأننا لن نكون في مأمن من جائحات أخرى. في الأخير، هذه الجائحة ستزول كما زالت الأوبئة السابقة وسيأتي الفرج في النهاية. وحتى ذلك اليوم الذي نتمناه أن يكون قريبا، علينا جميعا احترام الإجراءات الاحترازية المتخذة وتعزيز التدابير الوقائية خارج وداخل بيوتنا.