تفاقمت أعداد ضحايا المصابين بكورونا في المغرب خلال الفترة الأخيرة، خصوصا في الأسبوع المنصرم، بعدما بلغ عدد الوفيات مستوى غيرَ مسبوق، إذ تم تسجيل 27 وفاة أمس الجمعة مثلا و28 وفاة يوما قبل ذلك. في هذا السياق، فسّر ادريس الحبشي، الخبير في "معهد باستور"، أسباب هذه الزيادات "المخيفة" للوفيات بفعل تداعيات إصابتهم بفيروس كورونا. وعرَض الحبشي، في تدوينة في صفحته في فايسبوك بعنوان "أسئلة مشروعة حول ارتفاع عدد الوفيات" تصوره ارتفاع عدد ضحايا الفيروس التاجي، والذين "زاد عددهم منذ أيام بعشر مرات مقارنة بأيام الحجر الصحي... يجب أن نعلم آنذاك أن التشخيص والعلاج كانا مبكرين وعلى 20% فقط من الساكنة غير الملتزمة بالحجر والضوابط... وعليه كنا قد تفادينا الدخول في الحالات الحرجة والحادة بأعداد كبيرة وكانت الوفيات قليلة. أما الآن فلنا نفس نسبة الإماتة مقارنة مع الإصابات اليومية ولكنّ عدد الوفيات تضاعف بعشر مرات تقريبا.. ووصل إلى أكثر من 600 وفاة!.. لماذا؟! لأن 80% من الناس الطين كانوا في الحجر الصحي خرجوا دفعة واحدة دون استثناء، بحكم الضغط النفسي وضغط الواقع من أجل الخروج... وزادتها مناسبة عيد الأضحى من زيارات الأسواق والعائلات وكذلك مناسبة العطل الصيفية... فكثر الاختلاط بين النقط الموبوءة والنقط الترابية الخفيفة أو القليلة الإصابات؛ ناهيك عن عدم احترام الضوابط والاحترازات الوقائية إلخ"... وتابع الحبشي في تدوينته أنه "وسط كل هذا يوجد الناس من كل الأعمار الذين يعانون من الأمراض المزمنة.... في المقابل، رغم القيام بأكثر من 20 ألف تحليل يوميا، أصبحت غير كافية وتعطينا الآن أرقاما تفوق معدل 1000 إصابة يوميا!.. وليس الإشكال في عدد الإصابات ولكنْ الإشكال والمؤشر السلبي هو في عدد الوفيات المرتفع، رغم توفر الدواء والتشخيص والأجهزة الطبية والمخبرية والموارد البشرية واللوجيستيك والأسرّة ومصالح الانعاش!".. وأضاف "هذا هو السؤال الجذري المطروح الآن على المسؤولين والمختصين: لماذا هاته النتائج رغم تلك الإمكانات؟!.. للمعالجة يجب الإقرار بأن هناك خللا ما الآن، وليس كالشهور الثلاثة الأولى للحجر الصحي، في المسار العلاجي ومسارات التطويق المبكر للمصابين... كيف أصبح حامل الفيروس يصل إلى مسار العلاج في مراحل متقدمة من المرض؟!... هل بسبب تهاونه الشّخصي وعدم أخذه الأمور بجدية؟! أم بسبب مسار علاجي وتكفّلي ولوجستيكي عرف بعض الثغرات أو التراخي من جهة ما وقد تكون سبب الرئيسي؟!".. وختم الحبشي تدوينته بقوله "حتى إذا افترضنا أننا ضاعفنا التحليلات اليومية إلى 40 ألفا يوميا، كما يطالب بذلك البعض، هل ستكون حلا يفضي إلى نتائج إيجابية، إذا استمر التهاون الشخصي أو استمر الخلل في المسار العلاجي المبكر؟!.. لا أعتقد.. إن مقياس نجاعة أية منظومة صحية هو في كيفية وسرعة التطويق، ولكنْ أساسا في قلة عدد الوفيات رغم ارتفاع الإصابات، والنماذج كثيرة ... ورغم أ ن المسؤولية جماعية في النتائج، فلا يمنع ذلك المسؤولين من التمحيص العلمي الجيد وإعادة النظر، في اعتقادي، في عدة أمور من أجل استخراج الإجابات الناجعة؛ والعملية قبل تفاقم الأمور أكثر... أو إعادة النظر في العنصر البشري، الذي فشل في التطويق والإجابة العلمية والتقنية والفنية، لأنه مصير بلاد وأمة"...