: 17.07.2020 رشيد صبار بعض النساء يرون تعدد الزوجات امتياز للرجل وظلما للمرأة،من دون أن يعرفوا ان لتعدد الزوجات أسبابها وشروطها وغاياتها. وعندما احل الله تعدد الزوجات لم يكن ذلك ظلما لها بل كان لأسباب مشروعة عليها ان تراعيها وتفهمها، ولم يكن الله سبحانه وتعالى احل تعدد الزوجات لو كان فيه ظلم او أذى يصيب المرأة، وكل ما عليها هو ان تصبر وتساند زوجها كما امر به خالقها. لقد اباح الله عز وجل تعدد الزوجات لأسباب عامة وخاصة ومن الأسباب العامة معالجة حالة قلة الرجال، وكثرة النساء، صيانة للنساء من التبذل والانحراف، وتكثير النسل الذي تكتثر به الامة وتقوى به. أما الأسباب الخاصة فهي زيادة الرغبة الجنسية عند بعض الرجال، حيث لا تكفي زوجة واحدة عند هؤلاء، اما لكبر سنها، أو لكراهية الجماع، أو لطول مدة حيضها، أو عقم المرأة، أو بسبب مرض لا تستطيع به تلبية رغبات زوجها، أو سوء طباعها، فقد تكون عقيمة لا تلد، أو سيئة الخلق لا تمكن نفسها من زوجها، كراهية الرجل للمرأة، اما بسبب نزاع بينه وبينها، فيشتد الأمر، ويتصلب الطرفان و تستعصي الحلول… انطلق الإسلام من تشريعاته المفضية إلى حفظ الأسرة، والعلاقة بين الزوجين، والحرص على أن تكون أقوى ما يمكن، فنجعل الزواج مؤسسة اجتماعية دينية، تهدف إلى تحقيق مصالح مشتركة بين الزوجين، ويتمتع كل منهما بثمرات المودة والرحمة، ويتمكنان من إشباع رغبتهما في انجاب الأبناء.. فالاسرة هي البيئة الطبيعية والضرورية لوجود الأبناء، وأن في الأسرة يكتمل نمو الاطفال الصحي، والجسمي، والفكري، والعقلي. ان تأسيس الأسرة يبنى في أول لحظة، على مبدأ الرضا، والرغبة والاختيار بين الزوجين، ثم اهتم الإسلام بعد ذلك بحقوق الزوج على زوجته وحقوق الزوجة على زوجها. في الآونة الاخيرة ظهرت عدة مواقف للنساء فيما يخص تعدد الزوجات، ظهرت اصوات نسائية تدعو إلى تعدد الزوجات وتدافع عنه، فهل يعتبر هذا التحول مؤشرا على بروز اتجاه نسوي لا يميل نحو القبول بمبدأ التعدد فقط بل يرون فيه حلا لكثير من المشاكل التي تواجهها المرأة. التعدد موضوع قديم من حيث اعتراض المرأة عليه، لكنه يصبح جديدا تماما عندما تسعى بعض النساء إلى الدفاع عنه والدعوة اليه، بل تجاوز بعضهن ذلك إلى حد اعتباره حقا للمرأة كما هو حق للرجل، قد يضمن للمرأة تحقيق الامومة، والحق في استمرارية الزواج في حالة العقم، وأداء مزيد من الواجبات الاجتماعية. إنها فلسفة جديدة من شأنها ان تغير الكثير من التوجهات التقليدية السائدة عند التعدد، خصوصا لما تعتبر هؤلاء النسوة ان دعوة بعض الحركات النسائية إلى إلغاء التعدد أقرب إلى الدفاع عن الرجل منها عن المرأة، من منطلق تحرره من مسؤولية المساهمة في حل المشاكل التي يعاني منها المجتمع، كما ترى هؤلاء النسوة بأن مقاومة التعدد هي نوع من التمركز حول الرجل، باعتبار زواجه من أخرى دمار للأولى. عدة امثلة قيلت في هذا المجال سأكتفي باثنين الأول يقول : التعدد خاص بالرجال، و لايصلح لغيرهم من الذكور واشباه الرجال(اعطيني رجلا وامرأة اعطيك أسرة مستقرة، اما نصف رجل ونصف امرأة فلا ينجحان لا في الزواج ولا في التعدد.) . والمثل الثاني يقول: (لا توجد امرأة تسرق رجل زوجته بل زوجته اهملت نفسها وتعاملت مع زوجها بذكورية وندية وجعلت زوجها يبحث عن امرأة أخرى تكون له أنثى) . عموما، ومن باب الدعابة، أختم بقولي إن هذه الآراء هي بعض من كثير ما يُقال عن تعدد الزوجات، أما رأيي الشخصي فإني أحتفظ به لغاية مناقشته مع وزارة الداخلية التي تنتظرني بالبيت… هذا طبعا إذا تمكنتُ من العودة إليكم من جديد.