لم تكن كل تلك الجهود النضالية المضنية لطلبة الدريوش بكلية سلوان أن تتبخر وتذهب سدى دون تحقيق المطالب المشروعة التي وقف من اجلها شباب يطمح في تحصيل العلم ككل شباب العالم بسبب المعانات النفسية والمالية اليومية التي يتكبدها الطلاب في سبيل متابعة دراستهم الجامعية. وبعد الاعتصام الذي خاضه الطلبة لمدة أسبوعين كاملين بمقر بلدية الدريوش وللمرة الثانية توعدوا المسؤولين بإيجاد حل لهم يخلصهم من مآسي التنقلات دون الحاجة إلى المبيت بعيدا عن ذويهم فانتظر الطلاب ما يفوق ثلاثة أشهر دون أي بوادر تلوح في الأفق لحل هذا المشكل العويص ويعتقد كل من المجلس البلدي والقروي معاً أنهما نجحا في التخلص من الضغوط التي كان الطلاب يمارسونها من أجل انتزاع حقهم في النقل بانشغالهم في متابعة دراستهم برغم ما يعترضهم من متاعب جراء التنقلات. والسؤال المطروح هل إذا كان من بين الطلبة ابناء المسؤولين كنا سنراهم يتنقلون كما يتنقل الطلبة الآخرين؟ أم أ ن تلك الفئة خارج التغطية ويتابعون دراستهم في كبرى المدن المغربية ومنزهون عن المتاعب والمعانات وكما في كل المدن المغربية المجلس المحلي هو المسؤول المباشر عن توفير الجو والمناخ المناسب للطالب بعيدا عن أي مشاكل قد تعيقه ، لكن في الدريوش تجد المجلس هو طرف من المشكل لا جزءٌ من الحل إما بنهج سياسة الأذان الصماء أمام مطالب الطلبة بتوفير حافلة للنقل أو بالجلوس في طاولة المفاوضات والنية مبيتة لأجل كسب مزيدا من الوقت باستدراجهم إلى نهاية الموسم من خلال الوعود والوعود الكاذبة لايتحقق منها غير التدمر والاحتقان الذي قد يفجر غضب الطلبة من جديد. وهنا تجدر الاشارة الى انه يجب وقف هذه المهزلة التي تمس كرامة الطالب والطالبة بل تهدد سلامة مستقبله العلمي والعملي .ونسأل هؤلاء المتهافتين على أصوات الشعب في كل موسم انتخابي ماذا قدمتم لهؤلاء الطلبة لتدليل الصعاب التي تعيق مسارهم العلمي غير” التَبَنُد” أمام الكاميرات والتقاط الصور في الحفلات والمناسبات على حساب ضرائب أبناء الشعب. وهنا أقولها بصراحة إذا كان المجلس غير قادر على حل المشاكل والسهر على راحة المواطنين فليتنحى جانباً لأن هذا الوطن ليس ملكاً لأحد بل هو بلدنا جميعا لنا فيه نفس الحقوق وبنفس الواجبات . فلنقل أن تلاعب المجلسين ومراوغتهما في هذا الموسم قد نجحت في استدراج الطلبة إلى حدود الدورة الدراسية الأولى من هذا الموسم ولا شك أنه سيستمر في نفس النهج وبنفس التكتيك حتى نهاية الموسم فكيف يكون حال الموسم القادم مع تزايد أعداد الطلبة الجدد الوافدين على الجامعة إن بقيتم في مناصبكم تحكمون..؟؟ هذا فيض من غيض قد بلغ بالساكنة إلى القيئ من الحالة المزرية التي تعيشها المدينة بدأ ً من التأهيل الحضري وتدبير شؤون المدينة وملف المتضررين والأراضي المسترجعة وتهميش الساكنة والتمييز بين الأحياء وبناء جدار الموت على وادي كرت وملفات عديدة سنتطرق إليها تِباعاً خلال الأيام القادمة.