في نسخته الأخرى السنوية بمناسبة اليوم الوطني للمساجد اختار المجلس العلمي والمندوبية لشؤون الإسلامية بالناظور تكريم أربعة مساجد بالإقليم تم بناؤها وافتتاحها في وجه المصلين هي: مسجد ابن السبيل (يويو سابقا) الواقع في الطريق المؤدية من سلوان الى زايو بمولاي رشيد بأولاد ستوت. مسجد آيت حجة بأزغنغان. مسجد الامام الطبري بالعمران بسلوان. مسجد حمزة بن عبد المطلب بحي البستان بالناظور. أربعة أسماء لامعة تضيئ سماء إقليمالناظور بحواضرها وبواديها حيث احتفي بها عصر يوم الجمعة 24 ربيع الأول 1441ه الموافق 22 نونبر 2019م برحاب مسجد حمزة بن عبد المطلب الذي يفتتح لأول مرة برفع الآذان من صومعته وأداء صلاة العصر به بحضور جموع من المؤمنين والمؤمنات من مختلف الحيثيات. وفي كلمة للسيد رئيس المجلس العلمي الأستاذ ميمون بريسول بالمناسبة حيى السادة المحسنين الذين غالبا ما يتشكلون في جمعيات ولجن للإشراف على بناء بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه. وقال فضيلته: باسم الله نفتتح مسجد حمزة بن عبد المطلب لأول مرة بصلاة العصر؛ الصلاة الوسطى التي خصَّت بهذا الاسم في القرآن الكريم عندما يقول ربنا عز وجل: « حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ » وانني اشعر بفخر كبير أنا وأخي المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية وكل القيمين الدينيين والمرشدين والمرشدات ونحن نتلقى خبر افتتاح أربعة مساجد التي بنيت بكامل مواصفاتها لتنضاف قيمة حقيقية لما يزيد عن سبعمائة وأربعين مسجدا مبثوثة في قرى الإقليم ومدنه. اليوم الوطني للمساجد ابداع مغربي فصّاً ونصّاً، يُحتفى فيه ببيوت الرحمان للتحسيس والتشجيع على المزيد من العناية بها وصيانتها والحفاظ على استقلاليتها وحيادها مصداق قول ربنا الكريم: « وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً » انها فرصة للقاء البناة والمهندسين والمحبسين والمتصدقين وكل المحسنين والمحسنات الذين يتقاسمون فيما بينهم هذا الإرث النبوي العظيم الذي خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعمه من ارث، لأن قوله صلى الله عليه وسلم: « نحن معاشر الأنبياء لا نورث. ما تركنا فهو صدقة » يفيد قطعا ان ميراثه الحقيقي والذي يجب التنافس في غنمه والاستفادة منه هو سنته وسيرته: ومن أهمها على الاطلاق نشر رسالة المسجد وصيانة حرمته، والعناية به ماديا وادبيا. فالمسجد هو الرأسمال اللامادي الذي يحتاج إلى الاستثمار فيه بعد البناء والتشييد بالصلاة والذكر وقراءة القرآن وتعليم الناشئة ومحاربة آفتي الجهل والأمية. فمن اعلى منابر هذه البيوت يتعلم الناس الوحدة والتماسك وكل القيم الدينية والوطنية والإنسانية. وذات المتحدث أشار الى أهمية هذا اليوم الذي يتزامن والجمعة أول يوم طلعت فيه الشمس وفيه خلق آدم وغيرها من الفضائل والمناقب التي تخص العيد الأسبوعي لأمة الإسلام. وأنه يأتي في غمرة الاحتفالات بذكريات وطنية ودينية تجتمع في هذا الشهر المبارك، كالمسيرة الخضراء المظفرة، وعيد ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم وأعياد الاستقلال المجيدة، وكلها ترمز الى قوة هذه الامة لأنها تعزز في النفوس الانتماء الحقيقي إلى الامة الإسلامية؛ الانتماء الى الإسلام الذي رفع وحمل رايته الآباء والاسلاف والى اليوم لا تزال ترفرف ألويته وشريعته على ربوع بلادنا. ولأنها كذلك تعزز في نفوسنا الانتماء الى هذا الوطن الغالي الذي حرص الناس قبلنا ان يبقى مستقلا مستقرا ترتفع رايته ويُحيَّى علمه الوطني في القلوب يرفرف في داخلها خفاقا قبل أن يرفرف على أعالي السطوح والمباني. واستمتع الحضور داخل مسجد حمزة بن عبد المطلب بالتقرير الشامل الذي قدمه بالصور الأستاذ أحمد بلحاج المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية متناولا جردا حول بناء المساجد في الإقليم، حيث بين على أن وتيرة بناء بيوت الله تتنامى سنة بعد أخرى فإلى جانب هذه المساجد الأربعة المفتتحة هناك ازيد من 31 ورشا للبناء تشتغل لتكون مساجدها مهيأة في الوقت المناسب، ثم ازيد من 38 مشروعا تعد وتهيأ للمصادقة عليها من طرف اللجنة الخاصة. وهذه احصائيات مهمة تدل على مدى العناية الخاصة بالمساجد من طرف المجتمع المدني، كما تدل على المتابعة الجيدة من طرف مندوبية الشؤون الإسلامية التي لا تتوانى برفقة المجلس العلمي في تفقد المساجد وأوراش بنائها، والحرص على احياء المهجور منها وتفريشها وصيانتها وإشاعة ثقافة الاهتمام بها وتجنيبها ما يمس بقدسيتها واحترامها. ولذلك كان ضمن برنامج الاحتفال بيوم المساجد: زيارة اوراش بناء مساجد كمسجد ايرمام باحدادا ومسجد لغريبة بسلوان، ومسجد الحاج شعيب ببوعرك ومسجد أولاد لحسن بالناظور التي تسير الاشغال فيها سيرا حثيثا بفضل الله تعالى ثم بفضل إشراف المحسنين والمحسنات الذين يسعون جاهدين لإنعاش هذه الاوراش بمالهم الخاص. حيث يفقهون جيدا ما تواتر نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذ الباب كقوله: « مَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ » أو كما قال. وكان ضمن فقرات برنامج الاحتفال بهذا اليوم وضع حجر أساس بناء مسجد الصابرين بقطاع 3 بصبرا ناحية زايو حيث شهد الحي يوم السبت 25 ربيع الأول 1441ه الموافق 23 نونبر الجاري حضورا لافتا متنوع الطيف ومن مختلف الحيثيات فرحا وسرورا بإعطاء الانطلاقة لبناء بيت الله الذي يتشوق اليه السكان لرفع الاذان وأداء الصلوات الخمس وذكر الله تعالى. وأما ختام هذا العرس الخاص بالمساجد والذي استمر خمسة أيام فقد تم بتنظيم النسخة الثامنة من ملتقى السيرة النبوية بمسجد لقواس على بعد حوالي 15 كلم من قرية حاسي بركان، وذلك برحاب مسجد لقواس التاريخي حيث كرم بالمناسبة مجموعة من تلاميذ وتلميذات مدرسة لقواس الذين شاركوا في المسابقة التي اشرف عليها المجلي العلمي ومندوبية الشؤون الإسلامية والتي أصبحت تقليدا سنويا لتحسيسهم بأهمية القراءة والتعلم وبأهمية وجود المسجد وعمارته وأنه المؤسسة التي تصنع الانسان الباني، الانسان الصادق، الانسان المخلص، الانسان الأمين، الانسان المتفاني في حب وطنه والمنتمي الى امته وبلده، الانسان العالم والعارف. المسجد يحتفى به – كما ورد في مداخلة أحد أعضاء المجلس العلمي- لأنه الضمير الحي الذي يخطط للنهوض بالمجتمع، ولحماية عقيدته وثوابته ومقدساته، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم أينما حل وارتحل يبادر إلى تأسيسه وتشييده وهو ما نقرأه في سيرته صلى الله عليه وسلم، وفي سيرة الخلفاء من بعده. فاحتفال الناس بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم والمتزامن بيوم المساجد يعني تعزيز الانتماء إلى أمة الإسلام، وعقيدتها ودينها، يعني تكريما لمسيرة حياة استثنائية نذرها صاحبها عليه افضل الصلاة وازكى التسليم لخدمة هذه الامة، وللبشرية جمعاء كما يقول ربنا الكريم: « وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ». ونظرا لدور الأئمة والخطباء والقيمين الدينيين في تنشيط حركة المسجد. فقد ارتأى الملتقى الذي كان مفعما بالنشاط والحيوية بماتلي فيه من القرآن وبما انشد من قصائد في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم؛ ارتأى الملتقى أن يكرم إمام وخطيب المسجد الذي يحرص دائما أن يكون في مقدمة العاملين لمصلحة رواد المسجد بخدماته الجلى التي يتكرم بها على الناس. وجاء في البلاغ الأخير أن بهذا الملتقى الناجح بكل المقاييس يسدل الستار عن فقرات برنامج الاحتفال بيوم المساجد الغني بما يدل على الاهتمام اللائق بهذه البيوت على الصعيد الإقليمي سواء من المجتمع المدني الذي لايبخل بدعمه ومساعداته، او من السلطات المعنية وعلى رأسها السيد عامل الإقليم الذي يسارع في المصادقة على مشاريع بناء المساجد بأريحية كبيرة، أو من الادارة الوصية على الشأن الديني بالإقليم ومن الأئمة والخطباء الذين يقومون بدور التحسيس والتشجيع والمتابعة. فهنيئا لساكنة إقليمالناظور على هذه الاعمال والأنشطة التي تثمر كل سنة هذا العدد من المساجد التي تسهم بدورها في مجال التنمية البشرية بمفهومها الواسع وتستثمر في الطاقة البشرية خاصة الناشئة منها بتحصينها وحمايتها عقديا ومذهبيا وسلوكيا. صور من أنشطة يوم المساجد لعام 1441ه/2019م