متابعة يختلف الآراء بشأن النتائج المحتملة لزراعة البطيخ الأحمر بسهل صبرة التابع ترابيا لجماعة أولاد ستوت باقليم الناظور، بين متفائل يؤكد على دورها التنموي، ومتشائم ينظر إليها نظرة سلبية. يرى الكثيرون أن زراعة البطيخ الأحمر لا تشكل خطرا على الفرشة المائية لسهل صبرة، لأنها لا تزال زراعة محدودة وخجولة، ولأن عدد الضيعات معدود على رؤوس الأصابع، كما أن الفرشة المائية لازالت في مستواها ولم تتأثر رغم مضي عدد من سنوات على الاستغلال. المدافعون على هذه الزراعة بصبرة خاصة وعموم إقليمالناظور يرون أن لها فوائد من الناحية الاجتماعية، تتجلى في فرص العمل التي تساهم في تقليص معدل الفقر والبطالة خصوصا في صفوف الفئات الاجتماعية الهشة، ولا سيما منها المطلقات والأرامل والنساء. البعد التنموي يزول لدى البعض أمام احتمال تراجع الفرشة المائية للمنطقة، حيث يرون أن هذه الفرشة ستستنزف إذا استمرت هذه الزراعة وزاد عدد الضيعات، مشيرين إلى تراجع المياه الجوفية، إذ أصبح لزاما حفر أمتار كثيرة من أجل استخراج المياه من الآبار، وهنا يستذكر أصحاب هذا الرأي مصير منطقة زاكورة وفم زكيد بالجنوب الشرقي للمملكة، حيث يعانيان حاليا من أزمة عطش كبيرة. المختصون في المجال الفلاحي يرون أن البطيخ الأحمر من المنتجات التي تحتاج دورتها الزراعية لكميات كبيرة من المياه، فكيف الحال إذا كان بمنطقة معروفة بقلة مياهها مثلالناظور. وفي ذات السياق؛ يرى الخبراء أن استعمال الأسمدة الكيماوية والمبيدات يفقد التربة خصوبتها ويلوث الفرشة المائية. ويبدو أن المستثمرين بدأوا يتوافدون على سهل صبرة من أجل زراعة البطيخ الأحمر، بالنظر إلى شساعة السهول والتربة التي تساعد على هذا النوع من الزراعة، وطبعا دون نسيان رغبة المستثمرين في تحقيق الأرباح المالية، خاصة مع الإقبال الكبير على استهلاك هذه الفاكهة في فصل الصيف داخل المغرب وخارجه. ولتفادي أزمة المياه في أولاد ستوت يبدو أن المنع ليس هو الحل المناسب، بل وجب تقنين هذا النشاط الزراعي بتدخل الجهات المسؤولة، عبر مراقبة تطور وتزايد عدد الضيعات الفلاحية. مع تشجيع الفلاحين على زراعة منتوجات أخرى تتأقلم مع مناخ المنطقة.