انطلقت هذا الأسبوع أولى شحنات جني البطيخ الأحمر المعروف ب”الدلاح”، انطلاقا من زاكورة في اتجاه مدينة الدارالبيضاء. وتعتبر أولى منتوج هذه الفاكهة إبان هذا الموسم والتي تعود زراعتها إلى شهر دجنبر الماضي. وعن سعر الكيلو غرام، أكد مصدر من عين المكان أن السعر وصل بعض دراهم بالجملة. وأضاف المصدر ذاته أن الانتاج خلال هذا الموسم سيعرف ارتفاعا كبيرا مقارنة مع السنة الماضية نتيجة الزيادة المهولة في المساحة المزروعة المخصصة لهذه الفاكهة، إلا أن المتحدث أبدى تخوفه من نضوب الفرشة المائية بفعل الاستغلال المكثف لها في الظروف الراهنة من مرحلة النضج التي تتطلب السقي على مدار الساعة.
وإذا كانت زاكورة ولا زالت تعرف بتمورها، فقد أصبحت اليوم تعرف أيضا ب “دلاحها الحلو”، حيث أقدم عدد من المستثمرين الزراعيين على استصلاح الأراضي وحولوا مساحات شاسعة لأراضي جرداء لإنتاج الدلاح بزاكورة مستغلين المناخ المناسب لهذه الزراعة والامتيازات الممنوحة من طرف الدولة للمستثمرين في القطاع الفلاحي خصوصا تلك التي جاءت في إطار المخطط الأخضر. حيث يمكن أن تستفيد الضيعات الفلاحية بتمويل كامل، لمشروع السقي بالتنقيط.
وقد حدا حدو المستثمرين الزراعيين، عدد من فلاحي الواحات الأخرى خاصة تيزولين ومزكيطة وتازارين، حيث تخولوا عن زراعة الحبوب والفصة والحناء وغيرها من المنتجات الفلاحة المعاشية، إلى زراعة البطيخ الأحمر نظرا للربح السريع الذي يوفره، نتيجة الإقبال المتزايد عليه بمختلف الأسواق المغربية، بتفضيله من طرف عدد من الأسر المغربية نظرا لجودته العالية. وبذلك استطاع بطيخ زاكورة، منافسة دلاح مناطق أخرى لها تجربة كبيرة وباع في هذا النوع من الزراعة كمناطق: شيشاوة، سوس وزعير، وأيضا بفضل نضجه المبكر نتيجة الحرارة التي تعرفها زاكورة حيث يكون سباقا إلى ولوج الأسواق.
وخلال السنتين الماضيتين احتل دلاح زاكورة الأفضلية عند جل الأسر المغربية، وقد كان لهذا الإقبال المتزايد الأثر الإيجابي الكبير على المنطقة،حيث ساهمت زراعة البطيخ الأحمر في انتعاش الرواج الاقتصادي و التجاري بالإقليم ، حيث بدأت مدينة زاكورة مع بداية هذا الأسبوع تستقبل أفواجا كبيرة من العاملة ومن التجار من مختلف المدن المغربية.
ولم يعد دلاح زاكورة مقتصرا على الأسواق الوطنية بل إنه اقتحم الأسواق العالمية خاصة فرنسا وروسيا بفضل جودته و”سمعته”.