في ظل الوضعيات المناخية والاقتصادية والمجتمعية التي تعيشها زايو والمناطق المجاورة لها بات واضحا التأثير الخطير على إنتاجية المحاصيل الزراعية في المستقبل القريب، خاصة مع النقص الكبير في الموارد المائية. فسهل صبرة، الواقع بأولاد ستوت، والذي يشكل رئة مدينة زايو والنواحي، أصبح يواجه رهانات عدة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، في ظل تزايد نسبة الهشاشة وسط الساكنة والأزمات المتتالية التي تهم غياب نجاعة تسويق المنتجات المحلية، ما يطرح إشكاليات عدة تواجه المنطقة على مستوى الأمن الغذائي والمائي والصحي. سهل صبرة اليوم بات يواجه مناخا يتسم بالجفاف والتقلبات المناخية وندرة المياه، ولا يرتقب أن يحصل تغيير مناخي قريب بالمنطقة، لا سيما أن خبراء الطقس يؤكدون أن بلادنا توجد بين حزامين مناخين، تحت تأثير جزر الآسور في الغرب والمنخفض الصحراوي في الجنوب الشرقي، وهو ما يؤدي إلى تقلبات مكانية وزمانية للمناخ. الموارد المائية بسهل صبرة تتميز بشحها وبعدم انتظامها، كما تعرف هذه الموارد تناقصا متزايدا بفعل طبيعة المناخ وتوالي سنوات الجفاف والنمو السكاني ومتطلبات التنمية، وتزايد الطلب على الماء نتيجة توسيع مساحات الري. المنطقة اليوم تواجه ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة وتقلص الأمطار، ونتيجة ذلك ستكون حتما انخفاضا ملحوظا في الإنتاج الفلاحي، سواء الزراعي منه أو الرعوي، هذا الأخير بات يعرف تناقصا خطيرا وبوتيرة غير مسبوقة. سهل صبرة اليوم في حاجة إلى اعتماد استراتيجيات تنموية لقطاع الري وتشجيع مكثف للتقنيات الزراعية المحافظة على الموارد المائية، وأهمها الزراعة الحافظة، وهي عبارة عن نظام زراعي ينهض بالمحافظة على غطاء تربة دائم، والحد الأدنى من حرث التربة، وتنويع أنواع النباتات. وعلى المستوى الوطني، دقت دراسة أممية ناقوس الخطر بخصوص الموارد المائية المتجددة، إذ قدرتها حاليا بحوالي 1000 متر مكعب لكل فرد في السنة، مقابل 1150 مترا مكعبا سنة 1990 و2560 مترا مكعبا سنة 1960؛ وتشير التقديرات إلى أنها ستنخفض إلى 750 مترا مكعبا لكل فرد سنويا في أفق سنة 2025، وهو ما سيجعل المغرب ضمن البلدان التي ستعاني من نقص حاد في الموارد المائية.