أنهى الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب المغربي، دراسته لمنافسه الإيفواري الذي سيواجهه الجمعة المقبل، على إستاد السلام بالجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة الأمم الأفريقية، التي تستضيفها مصر. وتابع مدرب الأسود، منافسه عن قرب من خلال مباراته الأخيرة أمام جنوب أفريقيا وتناول رفق طاقمه الفني المساعد ولاعبيه نقاط ضعف الأفيال ومصادر قوته في إحدى الحصص التدريبية. وتمثل هذه المواجهة ذكرى خاصة لرينارد، حيث يواجه المنتخب قاده للقب نسخة 2015 بغينيا الاستوائية قبل أن يغادره بعدها مباشرة وتتفجر خلافات كبيرة بين الطرفين نعرضها في التقرير التالي:- توتر العلاقات حظى هيرفي رينارد قبل 4 سنوات باستقبال تاريخي، يخصص عادة للأبطال الفاتحين خلال عودته من غينيا الاستوائية وفي يده كأس أفريقيا، بعدما توج مع المنتخب الإيفواري باللقب الثاني في تاريخ مشاركاته بالكان. وحده رينارد استطاع أن يتوج مسيرة الجيل الذهبي للكرة الإيفوارية بقيادة يايا توريه أفضل لاعب أفريقي ل3 مرات وزوكورا وسيري دياه وسالومون كالو وجيرفينيو، بلقب استعصى عليهم لسنوات طويلة. ولم يعتقد أحد أن حبل الود سينقطع مباشرة بعد عودة المنتخب الإيفواري لأبيدجان وهم يحظون باستقبال شعبي كبير، إذ أعلن بعدها رينارد استقالته وخلق بالتالي رجة عنيفة داخل اتحاد الكرة الإيفواري. جلاد و خائن ترقب الإيفواريون مستجدات رينارد وأين سيستقر بعد قراره الصادم هذا، ليعلن بعدها بفترة وجيزة مدربًا للمنتخب المغربي خلفًا للزاكي بادو وصاحب ذلك انتقادات لاذعة واتهامات بالخيانة من جانب الأفيال. وذهبت وسائل إعلام إيفوارية لتصفه ب”أسير المال” الذي فضل عرض الأسود براتب 80 ألف دولار على بقائه على رأس القيادة الفنية لكوت ديفوار والاستمرار معه في تصفيات كان 2017 ومونديال روسيا. وعقب ذلك تحول الخائن رينارد لجلاد الأفيال بالتخصص وبكيفية غير متوقعة لم يرحمهم خلالها بعدما تواجد المغرب وكوت ديفوار في ذات المجموعة في نسخة الكان 2017 بالجابون وتصفيات مونديال روسيا. الانتقام البشع عاشت الجابون فصولًا من الإثارة غير المسبوقة والحرب الكلامية القوية، ومورست على المدرب الفرنسي حملة قوية للتأثير عليه، واصطدم الطرفان في المؤتمر الصحفي الذي انتهى بتدخل اللجنة المنظمة لتهدئة الأوضاع. واشتعل الصدام حين التقى المغرب وكوت ديفوار في آخر مباريات دور المجموعات وكان الأفيال بحاجة لتعادل ليتأهلوا للدور التالي في حين احتاج المغرب لانتصار. وتمكن رينارد من بلوغ مراده والانتقام من أفياله التي تمردت عليه وفاز عليهم بهدف أنهى عقدة الدور الأول التي لازمت المغرب ل13 عامًا بالكان، وحكم على الفريق البطل ولأول مرة بالخروج من دور المجموعات. الضربة الموجعة كان لابد لهذا المسلسل من أن يتواصل بعد نهاية مسابقة الكان من خلال تواجد المنتخبين في ذات المجموعة بالتصفيات المؤهلة لمونديال روسيا. وتعادل المنتخبان ذهابًا في مراكش سلبيًا وكان يتوجب على المغرب التنقل صوب أبيدجان في الجولة الأخيرة لملاقاة المنتخب الإيفواري، وقتها تهيأت الصحافة المحلية للثأر وحرمان رينارد من حلمه الكبير. وعلى عكس ما اشتهاه الإيفواريون تنقل المغرب مدعوما ب7 آلاف مناصرًا صوب أبيدجان وحققوا ما عجزوا عنه لعقود طويلة وهزموا كوت ديفوار على ملعبه بثنائية نظيفة. تلك الهزيمة كانت القشة التي قسمت ظهر جيل مميز من لاعبي الأفيال ودق رينارد آخر مسمار في نعش منتخبه السابق. أرقام مميزة منذ مغادرته للعارضة الفنية لمنتخب كوت ديفوار واجه رينارد منتخبه السابق في 3 مباريات فاز في مبارتين وتعادل في واحدة، وسجل الأسود تحت قيادته 3 أهداف ولم تهتز شباكه ولا مرة. وأنهى رينارد العقدة الإيفوارية التي لاحقت الكرة المغربية لسنوات طويلة، فشلت خلالها أجيال رائعة للأسود في هزم المنتخب الإيفواري كما حرمهم من مشاركة رابعة على التوالي في المونديال. ويتأهب رينارد هذه المرة لمواصلة أفضليته وفصول انتقامه من منتخبه السابق بهزمه في موقعة الجمعة، على إستاد السلام ليحكم عليه مرة أخرى بدخول لعبة الحسابات المعقدة بحثًا عن تأشيرة التأهل.