محيط – محمد السيدتتضافر جهود العلماء بالتنسيق مع الجهات المختصة في مختلف دول العالم لإيجاد حل يساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين، الذي يعد بمثابة صداع مزمن في رأس الكثير من الدول، خاصة بعد أن ارتبط بشكل وثيق بإصابة المدخنين بأمراض لا حصر لها، يأتي في مقدمتها السرطان، وأمراض الرئة، والأمراض المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية. وإلى جانب هذه الأمراض الخطيرة وجد العلماء أيضا أن التدخين يتسبب في إتلاف شبكية العين، كما أنه يجلب الاكتئاب والأمراض العقلية ويعجل بظهور الشيخوخة، حتى وصل الحد إلى أنهم أكدوا أن التدخين السلبي خطر علي الحيوانات. وفي تجربة جديدة قد تسهم قي تقليل نسبة المدخنين، قامت شركة صينية بإنتاج سيجارة الكترونية، عبارة عن جهاز الكتروني على شكل سيجارة يعمل بالبطارية ويضخ النيكوتين بنسبة أقل من السيجارة العادية. وأوضح مدير الشركة أن الغرض من انتاج مثل هذه السيجارة هو البحث عن بدائل للتدخين وليس مجرد بدائل للنيكوتين الذى يصل إلى الرئتين فيما بين سبع وعشر ثوان، بينما يعطى هذا الاختراع الالكترونى إحساس السيجارة الحقيقية ولكن بتأثير سلبى أقل ضررا على الصحة. من جهة اخرى، ابتكر أحد المخترعين الفرنسيين مؤخرا سيجارة جديدة من البلاستيك خالية من النيكوتين ومكوناتها طبيعية 100%، هي عبارة عن خليط من نكهة النعناع والليمون والتوت، وقد اطلق عليها اسم “سموز”، وتستخدم لمدة خمسة ايام ويصل سعرها الى 3.95 يورو. وأوضح المبتكر أن السيجارة مخصصة للذين لا يستطيعون التوقف عن التدخين، خصوصا بعد القرار الاخير الذي اتخذته الحكومة الفرنيسة بمنع التدخين في المطاعم والاماكن العامة، وكذلك للذين يشعرون بالامان ما دامت السيجارة في الفم، وهذه السيجارة تعطيهم الاحساس بالتدخين، ولكن من دون الاضرار بصحتهم وصحة من حولهم. فرنسا وقرار حظر جريء بعد أن ضاقت فرنسا ذرعا بالتدخين وأضراره التي كلفت الدولة الكثير، قررت حظر التدخين رسميا في کافة المقاهي والمطاعم وأماکن اللهو في البلاد، بعد فترة سماح استمرت 24 ساعة شملت ليلة رأس السنة واليوم الاول من عام 2008 الحالي. وجاء في البيان الصادر في 15 نوفمبر 2006 ان حظر التدخين في الاماکن العامة يطبق ابتداء من الساعة الصفر في الاول من يناير في جميع الاماکن العامة، لكن وزارة الصحة أمهلت في الواقع المدخنين حتى يوم الاربعاء في الثاني يناير موضحة ان يوم الاول من يناير سيخلو من عمليات المراقبة. واوضحت وزارة الداخلية أن الاطباء المفتشين في قطاع الصحة العامة ومفتشي العمل الصحي والاجتماعي ومراقبي العمل وموظفي الرقابة هم الذين سيسعون الى فرض تطبيق القانون. الجدير بالذكر أن هذا الحظر الشامل للتدخين في الاماکن العامة هو نتيجة 30 عاما لقانون متشدد على المدخنين في فرنسا. مطالب عالمية من جهة اخرى، طالبت منظمة الصحة العالمية دول العالم بحظر التدخين في أماكن العمل المغلقة والمباني العامة، وذلك في إطار سياسة عامة من أجل مكافحة التدخين. وقالت الدكتورة مارجريت شان مديرة المنظمة: “إنه قد بات مؤكداً أن المدخنين السلبيين يتعرضون لنفس المخاطر الناجمة عن التدخين”، مضيفة أن بعض الدول قد شرعت بالفعل في اتخاذ إجراءات صارمة في هذا الخصوص. ودعت شان باقي دول العالم إلى وضع ضوابط صارمة لحماية الصحة العامة بحظر التدخين في أماكن العمل و المرافق العامة، مشيرة إلى أن التدخين تسبب في وفاة أكثر من مائتي ألف شخص سنوياً حول العالم جراء التعرض لدخان التباكو في أماكن العمل. ووفقا لتقارير المنظمة فإن التدخين هو السبب الأول للوفاة في العالم، حيث يتسبب في وفاة خمسة ملايين شخص في العالم سنويا. مصر تلحق بالركب عقب المبادرات الدولية التي توالت في الفترة الأخيرة لحظر التدخين في الأماكن العامة لحماية غير المدخنين من أضرار التدخين السلبي، قام البرلمان المصري مؤخراً بالمصادقة على قرارات تحظر الترويج للتبغ والتدخين في بعض الأماكن العامة التي تشمل المباني الحكومية والمدارس والمستشفيات. ويطالب القانون أيضاً بوضع تحذيرات صحية على علب السجائر، كما يسمح للحكومة بزيادة أسعار التبغ، وفقا لما اقترحه عضو البرلمان، هاني السيد. وقال السيد، الذي يرأس أيضاً نقابة الأطباء المصريين، إن غرامة من يخرق القانون من الأفراد قد تصل إلى 17 دولاراً أمريكياً، وقد تجبر المؤسسات على دفع حوالي 3500 دولار إن لم تتبع القانون. وذكر أنه رغم أن القوانين المصرية متواضعة، إلا أنها تشكل خطوة البداية، وتحديدا في بلد يُدخن فيه 80 مليار سيجارة سنوياً، مضيفا أن “جزءاً من الهدف هو إبعاد الأطفال والشباب الصغار من أن يتحولوا إلى مدمنين على التدخين”.