س) أولا نرحب بك نسيم في موقع أريفينو ، و السؤال الأول البديهي من هو نسيم عباسي ؟ ج) شكرا لك جلال على الإستضافة ، أنا إسمي نسيم عباسي ، إبن تمسمان ، مهنتي مخرج سينيمائي ، أعيش حاليا بالمغرب بعدما عشت فترة من طفولتي بالجزائر و فترة أخرى من شبابي بإنكلترا س) إذا أردنا أن نتحدث عن السينما ، فكيف و متى كان دخول نسيم عباسي إلى هذا المجال؟ ج) منذ صغري و أنا أهتم بقراءة المجلات و القصص المصورة و التي غالبا ما كانت تأتينا من الغرب ، فمن هنا كانت البداية عندما بدأت في كتابة و رسم قصص مصورة للأطفال و كنت أوزعها بين العائلة و الأصدقاء حيث كانت تلقى إستحسانا و قبولا من الجميع ، كما أنني كنت أجد متعة كبيرة في سرد و حكي القصص ، وهكذا شيئا فشيئا بدأت أكتشف و أتابع عوالم و خبايا السينما ، التي كنت أطبق كل ما أتعلمه في الرسوم المتحركة التي كنت أنجزها في ذلك الوقت لم يكن لدينا بالمغرب أي مدارس أو معاهد للتكوين في مجال السينما ، مما إضطرني للهجرة نحو إنجلترا لدراسة السينما و التي عشت فيها لفترة بعد تخرجي و كنت أعمل في إحدى شركات الإنتاج و مكلفا بكتابة السيناريو ، و إستطعت حينها إنجاز عدد من الأفلام القصيرة و المطولة بالإنجليزية و من ضمنهم الفيلم “The Winter Sun Is a lie” أكذوبة شمس الشتاء ” الذي فاز بجائزة أحسن فيلم في مهرجان للسينما بنيو دلهي بالهند سنة 2005 بعد 13 سنة من الإقامة بإنكلترا ، دخلت إلى المغرب لأمارس مهنتي ، و في سنة 2006 وحدها إستطعت إنجاز ثلاثة أفلام بما فيها فيلم ” بلا حدود ” الذي شاهدتموه لأول مرة على قناة دوزيم 2M ، و حسب ” ماروك ميتري ” فهذا الفيلم إستطاع أن يشاهده أكثر من 4 مليون مشاهد في عرضه الأول و هو الأكثر مشاهدة مقارنة مع الأفلام الأمريكية و المصرية التي بثت على القناتين المغربيتين الأولى و الثانية أما الآن ، فأنا أعمل على فيلمي المغربي المطول الأول ” ماجد ” الذي حضيت عبره بدعم من المركز السينيمائي المغربي و الذي سيعرض في القاعات السينيمائية المغربية قريبا خلال هذه السنة . س) في فيلمك ” بلا حدود ” لاحظنا أنك أول من وظف الريف بأشكال مختلفة ، مثل عائلة ريفية ، حوارات و لو قصيرة بالريفية ، ضيف الشرف... إلخ هل يمكننا معرفة كيف جاءتك الفكرة ؟ و لماذا ؟ في البداية أود أن أشير أنه لم تأتيني فكرة إلصاق الإنتماء الريفي لبطلة الفيلم ” يسرى ” لكنني كنت أريد أن تكون بطلة الفيلم إمرأة محجبة عصرية تعيش حياتها بشكل عادي و بكل حرية ، خاصة أنني لاحظت غياب المرأة المحجبة عن الأفلام المغربية أو غالبا ما يتم تصويرها بشكل سلبي نسبيا و حينها قررت أن أكسر هذه النظرة الخاطئة عبر بطلة الفيلم ، كما لاحظت كذلك غياب حضور الشخصية الريفية في السينما المغربية ، و طبعا باعتباري ريفي ، قررت أن أدخل في فيلمي عائلة ريفية تعيش بشكل عادي و منسجم داخل إحدى المدن الداخلية كما هو الحال بالنسبة لمئات من العائلات التي هاجرت منطقة الريف و بمن فيها عائلتي . ” بلا حدود ” كان موجها للعموم ، لذا أقحمت فيه فقط مقتطفات بالريفية ، و الفنانة المتألقة عالية من تطوان تقبلت فكرة تجسيد دور المرأة الريفية بروح عالية ، و قامت بمجهودات لتتعلم بعض الحوارات ، كما هو الحال بالنسبة للفنان المقتدر ” عبد الرؤوف ” الذي كان فرحا بتجسيد هذا الدور أب لأسرة هاجرت من الريف و قال لي بالمناسبة أنه يحب سكان الريف كثيرا و يحس أنهم يحبونه خلال جولاته الفنية بمدن الريف ، ثم بعدها بدأت أبحث عن شخص ريفي حقيقي يمكنه أن يجسد دور إبن عم يسرى إلى أن إلتقيت بالفنان الصاعد ” يوسف كرت ” هذا الفنان هو إبن الريف خريج المعهد العالي للفن و التنشيط الثقافي و له تجارب متعددة داخل التنشيط و التمثيل التلفزي ، بالنسبة لضيف الشرف “الجزار” الريفي جيمي الجيلالي بنسالم ، أحببت أن أشرك هذه الشخصية التي تعرفت عنها عن قرب ، و هو بالمناسبة عازف ممتاز على ” القصبة” و هو من عزف كل الموسيقى بهذه الآلة التي جاءت بالفيلم على العموم قصة فيلم ” بلا حدود ” سوف لن تنتهي إلا في جزءها الثالث ، و من غير المستبعد أن أصور بعض أجزاء من هذا الفيلم بالريف ، هذا ما سأحدده بعد إنتهائي من فيلي المطول ” ماجد ” “ س ) بالحديث عن الممثلين ، ألا تظن أن هناك بالريف وجوه شابة لها موهبة يمكنها أن تنجح في السينما المغربية ؟ أم أن غالبيتكم المخرجين تبحثون عن الوجوه المهنية فقط و قليلا ما تعطون فرص للوجوه الجديدة ، خاصة أن الريف عرف مؤخرا تصوير عدد من الأفلام المتلفزة و إستطاعت وجوه شابة أن تفرض نفسها فيها ، ما تعليقكم ؟ بالعكس أنا متؤكد أن هناك بالريف مواهب عديدة و شخصيا سأحاول أن أعمل معها مستقبلا ، لكن في نفس الوقت أؤمن أن أي تغيير نريده في هذا المجال يقتضي إستثمار رجال أعمال المنطقة في مجال الإنتاج السينيماتوغرافي و المرئي بصفة عامة ، هكذا يمكنها أن تظهر أكثر مواهب في التمثيل ، التصوير ، الإخراج ، كتابة السيناريو...إلخ فعوض أن نطرح سؤال غياب ممثلين من الريف بالسينما المغربية يمكننا أن نتساءل لماذا لا يستثمر رجال أعمال من الريف في مجال إنتاج أفلام بالريفية ؟ وأنتهز المناسبة لأقول أن المجال خصب و واعد و أنا مستعد لشراكات في هذا المجال مع كل من يرغب في ذلك لإنتاج أفلام بالريفية س) بالنسبة لفيلم ” ماجد ” ماذا يحمله من جديد للسينما المغربية ؟ ماجد هو من بين الأفلام المغربية النادرة في مضمونها حيث يتحدث عن ماجد الطفل ذو العشر سنوات القادم من الخيرية و صديقه العربي الذين يعانون من أنواع كثيرة من ” الحكرة ” الإحتقار و تم تجسيد هذا عبر مواقف متعددة يسقط فيها هذا الطفل ، و أنا محظوظ جدا لأنني وجدت أطفالا بهذه الموهبة و يمكنهم لعب الدور الرئيسي للفيلم ، كما أن الفيلم سيظهر فيه وجوه شابة جديدة ، طبعا إلى جانب الوجوه السينيمائية المغربية المعروفة أمثال عائشة ماه ماه ، بن براهيم ، عزيز حطاب ، هشام إبراهيمي ، إبراهيم خاي ، يوسف كرت و هو بالمناسبة إبن الناظور ، أحمد يرزيز ، وطبعا المقتدر عبد الرحيم التونسي أو عبد الرؤوف ، و كما قلت فالفيلم قريب من نهايته و سنعلن قريبا عنه و بعدها يمكنكم مشاهدته لتحكموا عنه . س) سمعت أنك تقوم ببحث حول تاريخ عبد الكريم الخطابي ، هل يمكننا أن نستنتج أنك في صدد صناعة فيلم حول هذه الشخصية و هل يمكنك كإبن المنطقة أن تنصف هذه الشخصية بالبحث في مراجع مختلفة لترسم لنا تاريخ حقيقي للخطابي ؟ حقا ، فأنا بدأت لسنين أجمع أي معلومة أجدها أمامي حول هذه الشخصية ، و أحتفظ بكل الكتب و المقالات عنه ، و كريفي مغربي ، فأنا كذلك أرى في عبد الكريم الخطابي بطلا كبيرا و أفتخر به ، وكنت أستمتع كثيرا بالإستماع إلى إنجازاته و قصصه التي كان يحكيها لي جدي ، و سوف لن أخفي عنكم أنني حقا أحلم بإنجاز فيلم تاريخي عنه ، لكن في نفس الوقت أعرف أن إنصاف هذه الشخصية التي أعطت الكثيرة لهذا الوطن و إعطاءها مكانتها يقتضي وجود سيناريو دقيق و محكم لتاريخه و إمكانيات مادية هائلة جدا ، و لأعطيكم فكرة عن بعض الأفلام التاريخية كفيلم عمر المختار لمصطفى العقاد فقد كلف إنجازه حوالي 35 مليون دولار في ذلك الوقت ، أما التلاعب بهذا الإسم الكبير في فيلم صغير ، أنا شخصيا لا أقبله س) هل يمكننا أن ننتظر نسيم يخرج فيلما بلغته الأصلية في القارب العاجل ؟ صراحة سأحب كثيرا إنجاز فيلم 100 في 100 بالريفية ، لكن هذا بشرط ، وهو أن أجد قصة و سيناريو لذلك كما أفعل للأفلام بالدارجة أو الإنجليزية ، و لا يمكنني أن أنجز فيلما كيفما كان سوى لأنه بالريفية ، حيث أن هذه الأخيرة يجب أن تكون وسيلة لأهداف أخرى كالتعريف بالمنطقة و مكوناتها الثقافية و الإجتماعية و ليست هدفا في حد ذاتها ، و إخراج أي فيلم يتطلب مجهودات كبيرة ، و أؤكد لك أنه قليلا جدا ما يكون سيناريو جيد فيلما سيئا ، لذا فإنجاز سيناريو جيد ضروري لإخراج فيلم جيد ، و أنا سأزور الريف قريبا لجمع معلومات و لمحات جديدة سأرتكز عليها في إخراج أفلامي المستقبلية س) قلت لنا أنك ستصور الجزء الثالث من فيلم ” بلا حدود ” بالريف ، هل يمكننا أن نعرف لماذا بالضبط ؟ سوف لن أقوم بتصوير الجزء الثالث و الأخير للفيلم بمنطقة الريف بأكمله ، و إنما سأقتصر على بعض المشاهد فقط التي ستكون بطلة الفيلم ” يسرى ” حاضرة فيه و ذلك تبعا لسيناريو الفيلم الذي تلعب فيه يسرى دور فتاة ريفية و التي ستزور أصلها ، و لكن كل هذا سيكون بعد إنتهائي من تصوير و تقديم فيلمي المطول ماجد لأركز بعدها على الجزء الأخير من بلا حدود س) كلمة أخيرة لزوار الموقع أشكرك أولا لإتاحتك لي الفرصة للقاء قراء موقعكم ، و أضيف أنه بعد عرض فيلم بلا حدود ، تلقيت إتصالات عديدة من أصدقاء و معارف من جميع أنحاء أوروبا و أحسست أن الكل إفتخر بأن تكون بطولة الفيلم تجسدها أسرة ريفية خاصة أن هذه أول مرة تقع داخل التلفزة المغربية ، و من هنا أشكر كل من شجعني للإستمرار في هذا النهج و أتمنى أن أحقق إنتظارات المتفرجين من هذه المنطقة المتعطشين لسماع و رؤية واقعهم يجسد في السينما ، و أتمنى أن يعجبكم جميعا فيلمي القادم ” ماجد “