آلو على غلفة مع الممثل المسرحي حسن مضياف "" *لكي تقبل التلفزة أعمالك يجب عليك تنظيم "لَقْصَايْر" *ما معنى أن تنظم القناة الثانية العرض الأول لأحد أفلامها بفندق فخم لمجرد أكل الحلوى وشرب الويسكي، أليس هذا تعبير صارخ عن تبذير المال العام؟ س.ألو "با حسن" السلام عليكم ؟ ج.وعليكم السلام، من معي؟ س.معك جريدة "العدالة والتنمية"، نود أن نجري معك دردشة هاتفية لو تتفضل. ج.مرحبا بكم. س.أين أنت الآن ؟ ج.بإحدى المقاهي بسيدي رحال. س.ماذا تشرب ؟ س.الآن أشرب الماء فقط، لأنني أحس بالعطش لقد رجعت قبل قليل من الدارالبيضاء هذه المدينة "اللي شاعلة فيها العافية". س.ماذا تفعل في سيدي رحال ؟ ج.أسكن هنا وسط الطبيعة وبين سكان طيبيين. س.لماذا انتقلت من عين الشق إلى سيدي رحال؟ ج.بسبب عجزي عن تسديد فاتورة السومة الكرائية الباهضة بعين الشق وطلبت اللجوء هنا (يضحك.). س.هل أنت "مضياف" بالفعل؟ ج.أحب الضيوف، ورثت ذلك عن والدي الذي كان رجلا مضيافا، أنا فقير ماديا، لكن غني معنويا والحمد لله. س.منذ مدة وأنت تشتغل في الميدان الفني، لماذا لم تستطع توفير ثروة مالية محترمة كغيرك من الفنانين؟ ج. لأنني لا أعرف من أين تؤكل الكتف. س.كيف ؟ ج.اكتشفت بأن ما تطلبه تلفزتنا المغربية من الفنان ليس أن تكون له أفكار، ولكن أن يكون"مول الشكارة"، ذلك الذي يعرف كيف"يفرش" لأعماله لدى لجان القراءة، وينظم لها "لَقْصَايْر". س.هل يتم رفض أعمالك ؟ ج.تقدمت بعدة أعمال وتم رفضها ربما لأنني نحيل الجسم (يضحك...) ولست محنكا أو من أصحاب الكروش المنتفخة، لدي أفكار كثيرة وتعبت من طرق الأبواب، وأدركت مع مر الزمن أن قيمة الفنان في جيبه وليس في ابداعه وهي قاعدة معمول بها عند بعض القنوات. س.تتهم لجان القراءة بقبول أعمال دون المستوى ؟ ج.عار أن نقول بأنه ما يتم عرضه من أعمال تلفزية قد تم الاطلاع عليه مسبقا من طرف لجنة القراءة، للأسف فقد تحول هذا الفن في هذه البلاد إلى "بيع وشراء وسمسرة"، ولكي يتم قبول أعمالك ينبغي أن تنظم حفلات "العربدة"، لكي يتم قبول عملك، وأنا لست من هذا النوع. س.ما رأيك في من يقول بأن الفنان ينبغي أن يشتغل ولا يشتكي؟ ج.لكن ينبغي تقنين هذا المجال الذي أصبحت الفوضى تعشش فيه من كل جانب، فالجميع صار مخرجا ومؤلفا ومنتجا، وبدأ يستثمر فيه "السمايعية" فقط بينما تم فيه تهميش "الصنايعية". وللأسف بعض الأصدقاء نسوا أيامهم الأولى قبل تحملهم المسؤولية، وكل ما نريده منهم الآن أن يتعاملوا مع جميع الفنانين بمساواة. س.هل هناك في نظرك، تمييز بين الفنانين ؟ ج.الفنانون في المغرب ثلاثة أقسام :فئة لديها"كْريمات"، وفئة ثانية تشتغل بمنطق "باك صاحبي" ، وفئة ثالثة أمثالي، يصمت ويقول :" لقد قتلوني". س.من قتلك ؟ ج.قتلني المسؤولون على هذه الحرفة الذين أحدثوا فيها فوضى وميوعة. "ينقطع الخط وأعيد الاتصال به من جديد". س. ألو سي حسن، هل تسمعني ؟ ج.نعم أسمعك تفضل. س.قمت بدور علال في مسلسل "وجع التراب"، هل هذه الشخصية هي حسن مضياف في الواقع ؟ ج."يقول بتأثر..." بالفعل أنا هو علال ، أنا غريب في وطني، وفي بيتي أيضا. س.كيف أنت غريب في بيتك؟ س.بسبب أنني فرضت على أبنائي مهنة صعبة في هذا الزمن الرديء الذي يصول فيه الفراغ وتجول فيه السخافة بحرية، حيث يتم إقصاء متعمد لأصحاب الفن الحقيقي والصادق، ولهذا السبب أطلب من أبنائي المسامحة. س.كم عدد أبنائك وما هي أسماؤهم؟ ج.لدي ولد وبنت عبد الله وخولة. س.هل الفن أمنية الصغر؟ ج.في صغري كنت أحب الغناء كثيرا ، وفيما بعد أصبحت أقلد كل ما أشاهده في الشارع، إلى أن التحقت بالمعهد البلدي، حيث احترفت التمثيل، وبالمناسبة فإنني كنت أشتغل بهذا المعهد وأقطن فيه في نفس الوقت، وعندما تم هدمه ضاع المعهد وضاع معه سكني. س.هل درست التمثيل ؟ ج.درست المسرح بالمعهد البلدي، لكن أستاذي هو الزمن ومدرستي هي الدنيا. س.أول عمل مسرحي لك ؟ ج.1974 سمفونية عمل مسرحي. س.أحب الأعمال المسرحية إليك ؟ ج."برق ماتقشع" "كوسطة يا وطن" و"جحا في الرحا" و"من هنا دازو". س.أين تجد نفسك في المسرح أو في التلفزيون أو في السينما ؟ ج.أجد نفسي في كل عمل رصين يملك فلسفة ورسالة. س.هناك من يقول بأن مكانك هو الكوميديا و ليس الدراما ؟ ج.تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، يفرض علي المخرج أحيانا دورا لا يناسبني. س.ماذا عن أصدقائك ؟ ج.ما أكثرهم، وهم عند النائبات قليل، الفنان على وزن إنسان لا يحقد ويحسد. س.يتهمونك بالتشاجر مع من تشتغل معهم ؟ ج.أتشاجر معهم لكي لا يضيع العمل الفني ، فشفيق السحيمي مثلا كان يصور دون أن يكتب وعندما بعثت له القناة الثانية من يراقبه، انطبق عليه المثل "ماقدو فيل زادوه فيلة". س.هل تتهم القناة الثانية ؟ ج.يوجد بها بعض "المسؤولين" الذين لا تربطهم بالفن أية صلة، وهذه القناة إذا لم تضمن كرامة الفنان فلاحاجة لنا بمشاهدتها فبالأحرى الاشتغال معها. س.ألا تخشى أن تجني عليك صراحتك ؟ ج."من سكت عن الحق شيطان أخرس"، ولا ينبغي الصمت عن الأخطبوط الذي يحتكر الإنتاج الوطني بالقناتين الأولى والثانية، فما معنى أن تنظم القناة الثانية العرض الأول لأحد أفلامها بفندق فخم لمجرد أكل الحلوى وشرب الويسكي، أليس هذا تعبير صارخ عن تبذير المال العام؟ س.ألم تراودك الهجرة إلى الخارج ؟ ج.أعشق بلدي، ولست مثل أولئك الذين يدعون الوطنية وهم يدوسون بأقدامهم القيم و الأخلاق ليل نهار، ويتقنون لعبة الوجه و القناع بإتقان. س.سي مضياف شكرا لك. ج.وبدوري أشكركم على هذه الاستضافة، وأشكر سكان سيدي رحال الذين رحبوا بي.