كشفت عدة مصادر موثوقة وجود عدد كبير من الأجهزة الطبية معطلة بالمستشفى الإقليمي منها معدات باهظة الثمن لم يتم استعمالها، وظلت مركونة في المخازن ليتعرض بعضها للصدأ في الوقت الذي تعيش عدد من المصالح بالمستشفى خصاصا كبيرا يدفع ثمنه المواطنون مثل ما يحدث بقسم المستعجلات. المستشفى الحسني الاسم الذي لمع في سماء الناظور في عهد يتباكى عليه كل أبناء الريف الغيورين والمخلصين .. العهد الذي كانت مستشفى الحسني يضرب بها المثل كأفضل مستشفى في بالإقليم من حيث ما تقدمه لمرتاديها من الخدمات الطبية المتميزة .. العهد الذي من تذكره ذرف دموعه وزادت آلامه ومآسيه وأحزانه لما آلات إليه أوضاع المستشفى وأحواله .. جل أقسامه معطلة ومشلولة شللاً كاملاً وذلك بسبب المحسوبية والمجاملات ..في حين تشتكي كل أقسام وعيادات المستشفى من أزمات حادة في توفير مستلزماتها الضرورية من مواد وأجهزة طبية .. ورغم أن الأجهزة عاطلة فان الإدارة لم تحرك ساكناً وكأن الأمر لا يعنيها .. فساد.. فوضى.. عبثية.. محسوبية.. سوء تدبير… عنوان بارز لمستشفى الحسني بالناظور انتظار يتلوه انتظار، وفي أغلب الأحيان يعطونك موعدا آخر للانتظار، انتظار عند الباب الخارجي وعلى عتبات غرف الكشف.. انتظار قبل مجيء الطبيب المنتظر، وغالبا ما لا يأتي في الوقت القانوني لبداية العمل.. في الباحات والدهاليز ومختلف الأقسام والمصالح، جلوس ووقوف، جيئة وذهاب، همهمات وصراخ…. هذا هو الحال المستشفى الإقليمي بالناظور المؤسسة الاستشفائية الوحيدة على صعيد المدينة والإقليم. فما أن تتمكن من اجتياز البوابة الرئيسية وتدلف بضع خطوات حتى تخال نفسك أنك داخل إلى بلاد أخرى لا تمت بصلة لمغرب القرن الواحد والعشرين الذي تحرص الجهات الرسمية على وصفه بأنهاجنة الله على الأرض، “رجال البوليس” ليس الأمن الوطني طبعا يتلقفونك الواحد تلو الآخر بالسؤال والنظرة المريبة كأن في جعبتك مخدرات أو متفجرات.. بقي لهم فقط أن يسألوك هل أنت من تنظيم القاعدة؟! حتى تشعر بالخوف والانكسار. وبعد اجتياز هذا الصراط غير المستقيم، والوصول إلى القسم أو المصلحة التي تقصدها، فهناك يبدأ مسلسل آخر لا تنتهي حلقاته حتى تبدأ من جديد، مسلسل من الانتظارات والتسويفات ولامبالاة المسؤولين والأطباء والممرضين، لكن هذا المسلسل سرعان ما تنتهي حلقاته ويتلاشى بمجرد دس اليد في الجيب وإخراج الأوراق المعلومة، خاصة إذا كانت بلون الصفرة والزرقة، وبقدرة قادر تقضى جميع أغراضك وتحل جميع مشاكلك في رمشة عين وإن كنت آخر الملتحقين!! إنها قمة الاستخفاف والاستهتار بصحة وأرواح المواطنين التي تظل فوق كل اعتبار، ومنتهى اللامبالاة وانعدام الضمير!!