ازالت فضيحة اكتشاف تلاعبات طالت معدات وأجهزة طبية بمستشفى ابن سينا بالرباط تثير المزيد من التداعيات بعد أن وقفت لجنة التفتيش التي حلت بمصلحة القلب والشرايين على العديد من التجاوزات الخطيرة. ووفق ما أكدته مصادر مطلعة فإن لجنة التفتيش التي تباشر مهامها بالموازاة مع التحقيق الذي فتحته مصالح الشرطة القضائية بالرباط، وقفت على أن معظم العاملين بالمصلحة المذكورة هم من متطوعي الهلال الأحمر الذين كانوا يشاركون في عمليات جراحية تتطلب تكوينا دقيقا، وأضافت ذات المصادر أن المتطوعين رفضوا التعليمات التي وجهت لهم بضرورة إخلاء المصلحة فورا، وتمسكوا بالبقاء بها بدعوى أنهم يعملون تحت الإشراف المباشر لرئيس المصلحة، هذه الأخيرة التي رفضت مباشرة بعد انكشاف أمر التلاعبات استقبال المرضى الجدد في ما تم إشعار آخرين ممن خضعوا لعمليات جراحية بضرورة المغادرة في أقرب وقت، وهو ما اعتبرته ذات المصادر مؤشرا قويا على احتمال إغلاق المصلحة إلى حين هدوء هذه العاصفة التي قد تطيح بعدد من المتورطين. كما اكتشفت اللجنة وجود عدد كبيرة من الأجهزة الطبية منها معدات باهظة الثمن لم يتم استعمالها، وظلت مركونة في المخازن ليتعرض بعضها للصدأ في الوقت الذي تعيش عدد من المصالح بالمستشفى خصاصا كبيرا يدفع ثمنه المواطنون مثل ما يحدث بقسم المستعجلات. وأشارت ذات المصادر إلى أن معظم الممرضين الذين كانوا يملكون خبرة عالية غادروا مصلحة القلب والشرايين دون أن يتم تعويضهم، حيث فضل بعضهم الهجرة إلى الخارج أو الانتقال للعمل في مصالح أخرى قبل أن يتم اللجوء إلى متطوعي الهلال الأحمر لسد الخصاص ،رغم أن العمل بهذه المصلحة يتطلب تكوينا دقيقا، وأوضحت نفس المصادر أن لجنة التفتيش والتدبير من المنتظر أن تقف على العديد من التجاوزات، ومنها طبيعة الاستفادة من الدورات التدريبية التي تمت بالخارج والتي استفاد منها البعض لأسباب لا علاقة لها بالعمل. إلى ذلك خلقت فضيحة التلاعب بالمعدات الطبية تشنجا واضحا في علاقة رئيس مصلحة القلب والشرايين بعدد من المسؤولين بالمستشفى خاصة بعد المشاداة التي وقعت في وقت سابق مع رئيس مصلحة التمريض بعد أن حاول تفتيش مستودعات الأودية. وكانت فضيحة التلاعبات قد طفت على السطح بمبادرة من إحدى العاملات بالمستشفى قبل أن يتحول الموضوع إلى ملف لدى مصالح الأمن التي قامت باستدعاء عدد من المسؤولين، وكذا بعض الضحايا للاستماع إلا إفادتهم في الوقت الذي لم تستعبد مصادر من داخل المستشفى أن يكشف التحقيق عن عدد من المفاجآت التي يعول عليها من اجل إنهاء عهد المحميات الخاصة التي عاش المستشفى في ظلها لمدة طويلة.